طالب رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور فؤاد السنيورة بضرورة انسحاب القوات الصهيونية من المواقع التي تتمركز فيها بالجنوب اللبناني بسرعة، داعيًا الصهاينة إلى وقف انتهاكاتهم المستمرة للأجواء اللبنانية، يأتي ذلك وسط تأجيل صهيوني للانسحاب وإقامة الصهاينة حواجز عسكرية في بلدة مروحين اللبنانية الجنوبية. وأكد السنيورة- في خطاب له أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج أمس الأربعاء 27/9/2006م- على ضرورة سرعة الانسحاب الصهيوني "دون تأخير إضافي"، ويأتي ذلك فيما أعلن رئيس الأركان الصهيوني دان حالوتس أنَّ الجيش "الإسرائيلي" علَّق انسحابه من جنوب لبنان بسبب ما دعاه "قضايا عالقة".
وأضاف حالوتس- خلال جلسة للحكومة الصهيونية أمس- أن أهم القضايا الخلافية بين "إسرائيل" والجيش اللبناني وقوات حفظ السلام هي تعليمات وقواعد الاشتباك، وكيفية تعامل تلك القوات والجيش مع عناصر حزب الله في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، بينما كان وزير الدفاع الصهيوني عمير بيريتس قد قال في وقت سابق إن الطيران الحربي سيستمر في التحليق فوق لبنان بعد انسحاب الجيش برًّا.
كذلك أقام الجيش الصهيوني حواجز لعدة ساعات في بلدة مروحين الواقعة في أقصى الجنوب اللبناني، وذلك لعدة ساعات، وقال الجيش اللبناني في بيانٍ له: "أقدمت قوةٌ للعدوِّ الإسرائيلي قوامُها دبابةٌ وثلاث جيبات من نوع هامر، على التوغل إلى بلدة مروحين؛ حيث أقامت حاجزًا وعملت على التدقيق في هويات المواطنين"، يُشار إلى أن الجيش الصهيوني لا يزال يحتل 10 مواقع في جنوب لبنان رغم وقف العمليات العسكرية قبل ستة أسابيع.
كذلك دعا فؤاد السنيورة- في مؤتمر صحفي- لبدء اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال الصهيوني لمزارع شبعا في الجنوب اللبناني، واعتبر السنيورة احتلال الكيان الصهيوني أراضيَ لبنانيةً هو "أسَّ الداء" وقال إنه "يجب أن ينتهي"، وقال أيضًا إن ضمان سيطرة لبنان على جميع أراضيه سيقوِّي من دعاهم "المعتدلين " ويسحب البساط من تحت أقدام من قال إنهم "المتطرفين".
كما طالب رئيس الوزراء اللبناني- في تصريحات لوكالة (رويترز)- الأوروبيين بممارسة الضغوط على الأمريكيين للقيام بدور أكبر في الشرق الأوسط، وقال: "الاتحاد الأوروبي له دور مهم للغاية" مشيرًا إلى أنه يمكن للاتحاد الأوروبي "بل يتعيَّن عليه الآن أن يمارس ضغوطًا على الولاياتالمتحدة للقيام بدور بنَّاء بدرجة أكبر، وهو ما فشلت في القيام به حتى الآن"، وأضاف أن سبب مطالبته تلك هو أن المسألة تتعلق بأن "الشعوب في منطقتنا تثِق في أوروبا ولكنها ببساطة لا تثق في الولاياتالمتحدة".
من جهة أخرى قالت مصادر أمنية لبنانية إن صبيًّا استُشهد وأصيب 3 آخرون جراء انفجار قنبلة عنقودية في جنوب لبنان من مخلَّفات حرب إسرائيل على لبنان، وتقول الأممالمتحدة إن حوالي مليون قنبلة عنقودية ألقتها الطائراتُ الصهيونيةُ لا تزال في الأراضي اللبنانية دون أن تنفجر؛ مما يشكِّل خطرًا كبيرًا على حياة اللبنانيين، ويمنع النازحين من العودة إلى ديارهم في المناطق التي تعرضت للقصف الصهيوني الذي تركز على المناطق الجنوبية.