يعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعا طارئا في بيروت اليوم لبحث الوضع الراهن في لبنان، وسط استمرار العدوان الصهيوني عليه والذي دخل يومه ال27. وأفادت قناة "الجزيرة" اليوم نقلا عن مصادر لبنانية أن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز يسعى لعقد قمة عربية طارئة لدعم مبادرة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي تحظى بإجماع الأطراف اللبنانية. وأشار إلى أن النائب سعد الحريري ذكر أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل سيطلب خلال الاجتماع الوزاري، عقد مثل هذه القمة في المملكة خلال الأسبوع. وفي هذا السياق قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في العاصمة اللبنانية إن الجامعة لن تتحرك خارج التوافق اللبناني على خطة السنيورة التي تضم سبع نقاط. واتهم موسى عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس دولا كبرى بتعطيل قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار. كما انتقد تعاطي المجلس مع الأزمة اللبنانية ومشروع القرار الأممي الحالي، مشيرا إلى أنه لا يدعو مباشرة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وكان نبيه بري قد دعا الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد لدعم لبنان الذي يعتبر خطة السنيورة مخرجا للأزمة الحالية، ومواجهة مسودة قرار مجلس الأمن. وتنص خطة السنيورة على وقف فوري لإطلاق النار وتبادل الأسرى اللبنانيين والصهاينة وانسحاب الجيش الصهيوني إلى ما وراء الخط الأزرق وعودة المهجرين إلى قراهم والتزام مجلس الأمن بوضع منطقة مزارع شبعا تحت وصاية الأممالمتحدة. تعديل المشروع وقد طلب لبنان إدخال تعديلات على مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا والولايات المتحدة إلى مجلس الأمن وتضمينه بندا يطالب تحديدا بانسحاب القوات الصهيونية من الأراضي اللبنانية فور وقف المواجهات. وقال سفير لبنان في الأممالمتحدة نهاد محمود إن بلاده ترغب في أن يدعو مشروع القرار الكيان الصهيوني إلى تسليم المواقع التي تسيطر عليها في لبنان إلى قوات الأممالمتحدة العاملة في جنوب لبنان وتسحب قواتها إلى ما وراء الخط الأزرق. وتم تقديم التعديلات اللبنانية خلال اجتماع لمجلس الأمن على مستوى الخبراء أمس. وهدف الاجتماع إلى استعراض ردود الفعل على مشروع القرار الفرنسي الأميركي، بعدما تلقى السفراء التعليمات من عواصمهم. من جانبه شدد رئيس الوزراء اللبناني على ضرورة أن يتضمن أي قرار دولي بشأن لبنان انسحابا للقوات الصهيونية إلى ما وراء الخط الأزرق وحلا لقضية مزارع شبعا. وأكد في حديث لقناة "الجزيرة" أن عدم معالجة هاتين المسألتين لن يحل الأزمة بشكل جوهري. وردا على المطالب اللبنانية دعا السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين لبنان والعرب إلى إعادة قراءة مسودة مشروع القرار بشكل جيد "لأنه يتضمن أشياء كثيرة في مصلحة لبنان". ويعتقد بأن الخلاف داخل مجلس الأمن قد يؤدي إلى تأخير طرح مشروع القرار بشأن لبنان للتصويت عليه اليوم كما كان متوقعا. ويدعو المشروع إلى "وقف كامل للأعمال الحربية يقوم أساسا على وقف فوري لجميع هجمات حزب الله وجميع العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل, واحترام الخط الأزرق بصرامة ودعم وقف إطلاق نار دائم وحل دائم". ولا يدعو المشروع إسرائيل إلى الانسحاب من جنوب لبنان, كما يطالب بتسليم الجنديين الصهيونيين بلا شروط دون ذكر للأسرى اللبنانيين, كما لا يتحدث إلا لماما عن المهجرين اللبنانيين.
موقف سوريا وقد رفضت سوريا المشروع الأممي وحذر الرئيس بشار الأسد من أن أي قرار سيتخذ بمعزل عن الإجماع اللبناني سيؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة الاضطراب. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الأسد تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أشار فيه إلى أن هناك سعيا من بعض القوى لتحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل لم تستطع أن تنجزها بالحرب. وفي بيروت وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم القرار بأنه "غير متوازن ويصب في مصلحة إسرائيل بالكامل". كما أكد أن بلاده ترحب بالحرب الإقليمية وأنها بدأت تستعد لها وأصبحت جاهزة للرد بشكل فوري على أي اعتداء صهيوني.