تداول نشطاء "الفيس بوك" معلومات مفادها أن الانقلابيين أنفقوا على تزيين شوارع القاهرة 10 مليون جنيه بمناسبة حفل تنصيب السيسي. كما أعطى السيسي المصريين يوم الأحد أجازة خوفا على نفسه وضيوفه من المصريين. هذا اليوم يكلف المصريين 2 مليار جنيه حسب بعض التقديرات. أضف إلى ذلك أنه سيجدد قصر القبة كاملاً وما حوله من حدائق وكوبري الفنجري والنافورة وأسفلت الشارع رغم أنه لن يسكن فيه؛ لأن مكان سكنه غير معلوم حتى الآن. وهنا يتساءل الفرد: كم ستكلف الاحتفالات والقاعات والراقصات والمغنون والفرق الموسيقية والطعام والهدايا والملابس والسيارات والحراسة وخلافه؟ السيسي معروف عنه الإسراف والترف والبذخ، ودراجته وساعته دليل على ذلك، وهذا ينذر بكارثة ستحل بالمال العام. فقد أنفق على حفل ذكرى نصر أكتوبر الذي أقيم في استاد الدفاع الجوي 200 مليون جنيه، منهم 12 مليون هدايا و50 مليون مكافآت للفنانين و20 مليون مكافآت للضباط. كما أنه يعتزم التعاقد مع شركات أجنبية لمراقبة الإنترنت بمبلغ 700 مليون جنيه. لم نسمع عن برنامج تنموي له أو اجتماعي بمثل هذا المبلغ أو نصفه، منذ قام بانقلابه المشؤوم. إسراف السيسي فى حفل تنصيبه يذكرنا بإسراف الخديوي إسماعيل في حفل افتتاح قناة السويس الذي أدى إلى بيع نصيب مصر في القناة لسداد تكلفة الحفل. ديون الخديوي إسماعيل كانت أهم أسباب التدخل الأجنبي في مصر والاحتلال الإنجليزي لمصر. الانقلابيون أهدروا 20 مليار دولار منحة الخليج، وأهدروا 600 مليار جنيه أخرى اقترضوها من البنوك المحلية. الانتخابات الرئاسية كلفت الموازنة العامة 600 مليون جنيه، واقترضت وزارة الداخلية مليار جنيه لبناء سجون جديدة حتى يعتقل السيسي كل من يعارضه. نسبة المصريين تحت الفقر نحو 50% من السكان، ويقدر عدد مرضى الكبد ب 9 ملايين، يضاف إليهم 200 ألف سنوياً. وبلغت نسبة العاطلين عن العمل نحو 13%، وتصل إلى 25% بين الشباب. ألم يكن هؤلاء أولى بهذه الأموال المهدرة؟! السيسي دعا المصريين لتقسيم رغيف الخبز أربعة أرباع، وأن يذهبوا إلى جامعاتهم على الأقدام، وألا يضعوا لقمة في فمهم قبل أن يسألوا أنفسهم ماذا قدمنا لمصر اليوم لكي نستحق هذه اللقمة! نحن نسأله نفس السؤال: ماذا قدمت لمصر حتى تكلفها كل هذه التكاليف الباهظة فى حفل التنصيب؟ كل ما قدمه هو القتل والاعتقال وتكميم الأفواه وعسكرة مؤسسات الدولة وأجهزتها، ومزيد من تغول الجيش وسيطرته على السياسة والاقتصاد والبرامج الاجتماعية والقضاء والإعلام والتعليم والدين والثقافة.