بعد إعلان مصر مؤخرًا نيتها فتح سفارة جديدة في العراق والتنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية العميلة، بدأت شركات بترول مصرية في التحضير لإرسال وفود لها غلى هناك لإعادة تأهيل المنشآت النفطية العراقية ومنها شركات "ثروة للبترول" و"الوطنية للبترول" و"الحفر المصرية". وأكد مسؤول بارز في شركة "ثروة" للبترول اهتمام الشركة بالتعرف علي الأماكن المتاحة للتنقيب عن البترول في بعض المناطق التي تستعد وزارة النفط العراقية لطرحها العام القادم من أجل دراستها وبحث القطاعات التي يمكن أن تحقق لها عائداً متميزاً. ووصف المسؤول السوق العراقية بأنها من الأسواق الواعدة التي يمكن أن تحقق ربحية مرتفعة لشركات البترول، حيث تمتلك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم، غير أنه شدد علي عدم وضع توقعات كبيرة لنشاط الشركات المصرية في العراق. وأشار إلي عوامل سياسية مرتبطة بالسياسة الأمريكية في العراق وتأثيرها القوي علي صناعة البترول، وتفضيل الحكومة العراقية الحالية، منح عمليات تطوير الحقول للشركات العالمية مثل شل واكسون موبل واوكسدنتال، فضلاً عن الشروط الصارمة التي حددتها وزارة النفط العراقية لعمل شركات البترول الأجنبية، موضحاً أن بغداد تفضل إبرام عقود مع شركات البترول لاستخراج النفط برسوم محددة القيمة عن كل برميل بدلاً من توقيع اتفاقيات لتقاسم الإنتاج الحقلي، كما يحدث في مصر أو أغلب دول العالم. وتابع أن هذه القيود تمنح شركات الخدمات البترولية فرصة أفضل للنشاط في العراق، خاصة مع رغبة العراق بالإسراع في تأهيل منشآته النفطية المتهالكة بفعل الحروب السابقة وسياسة الحصار خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين. وكانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت أمس في بيان لها إبرام اتفاق نفطي مع شركات مصرية لإعادة تأهيل البني التحتية للوزارة في مجالات الحفر وخطوط الأنابيب والمنشآت السطحية وغيرها عن طريق المشاركة في المناقصات وفق الآليات القانونية التي تتبعها الوزارة. وأوضح أنه تم الاتفاق علي استقبال الوزارة وفداً من شركات البترول المصرية للتباحث والتداول حول أوجه التعاون بين الوزارة والشركات لتطوير عمل الشركات النفطية.