منذ فترة زمنية بعيدة والصناعة النفطية العراقية تحتاج الي الخبرات الفنية لإعادة تأهليها وتحديثها حتي يتدفق البترول والغاز من الحقول المنتجة والمكتشفة. بما يتيح للعراق العودة بقوة الي خريطة البترول العالمية حيث يمتلك حاليا إحتياطيا من البترول ييلغ حوالي143 مليار برميل يضعه في المركز الثالث في قائمة الإحتياطيات العالمية بعد السعودية264 مليار برميل وفنزويلا173 مليار برميل وذلك في الوقت الذي يشكل فيه انتاج النفط اهمية قوية في الاقتصاد العراقي, حيث تصل نسبة الايرادات النفطية حوالي90% من مجموع الايرادات الحكومية, كما يساهم الانتاج النفطي بحدود64% من الناتج المحلي الاجمالي. من ذلك ايضا يبدو جليا ان الاقتصاد العراقي احادي الجانب( نفطي) حيث انكمشت مساهمات القطاعات الاقتصادية الاخري( خلال سنوات الحروب والحصار). ولذلك تاتي أهمية زيارة أهم وأكبر وفد بترولي في تاريخ قطاع البترول المصري خارج مصر في العراق برئاسة المهندس سامح فهمي وزير البترول يوم الأربعاء الماضي حيث ضم31 من قيادات ورؤساء شركات البترول المصرية. حيث إلتقي وزير البترول خلال زيارته للعراق مع السيد نور المالكي رئيس الوزراء العراقي والدكتور حسين الشهر الستاني وزير النفط العراقي, وتعتبر هذه الزيارة الثالثة لوزير البترول للعراق, والمعروف أنه رغم ترشيح الحزب الوطني للوزير لإنتخابات مجلس الشعب بدائرة مدينة نصر ومصر الجديدة وضيق الوقت أمامه إلا أنه بادر بالقيام بهذه الزيارة من منطلق حرصه علي هذه المهمة القومية حيث أكد الوزير في بداية لقائه مع رئيس الوزراء العراقي أن زيارته للعراق تأتي بتكليفات من الرئيس حسني مبارك لتقديم الدعم والمساندة للشعب العراقي ولذلك تم الإتفاق بين المهندس سامح فهمي وزير البترول خلال اجتماعه مع نظيره العراقي الدكتور حسين الشهرستاني علي البدء في خطوات عملية محددة لفتح المجال أمام الشركات المصرية لتطوير وتأهيل شركات البترول العراقية وعلي رأس ذلك تأهيل منشآت وحقول البترول و الغاز الطبيعي العراقية, من تكوين إئتلافات بين شركات المصرية والعراقية للعمل في مجالات البحث عن البنرول والغاز والمشروعات البترول ومعامل التكرير وحفر الآبار, كما قرر وزير البترول تعيين مدير إقليمي لكل شركة من شركات قطاع البترول المقرر بدء نشاطها في العراق تفعيلا للإتفاق التعاون الإستراتيجي الموقع بين وزارتي البترول المصرية والعراقية في شهر مايو من العام الماضي, ووضع برامج لتبادل الغاز الطبيعي بين البلدين من خلال خط الغاز العربي الذي يمكن مده الي العراق والإستفادة منه في تصدير الغاز العراقي. والمعروف أنه تم علي هامش زيارة وزير البترول إفتتاح مقر دائم لشركتي إنبي وبتروجت في البصرة والتي تنتج نحو80% من النفط العراقي.