جدّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موقفها الرافض لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أو تأجيل الانتخابات الرئاسية حتى عام 2010، مشيرةً إلى أن "في القانون الأساسي الفلسطيني ما هو كفيل للحكم في قضية التأجيل أو التمديد". جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خلال حفل إفطار وحضره عددٌ من الإعلاميين والصحفيين ومراسلي الفضائيات المتواجدين في العاصمة السورية دمشق، واستعرض فيها أهم المحطّات والقضايا الفلسطينية التي تشغل الرأي العام، خاصّة فيما يتعلّق بالأحداث الجارية في الوقت الحاضر. وبدأ أبو مرزوق حديثه بتجديد موقف الحركة من قضية الانتخابات، وقال "موقف حركة حماس أنها تريد انتخابات تشريعية ورئاسية في وقتها"، وكرّر الموقف الذي عبّر عنه رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في وقت سابق بأنّ رئاسة السلطة إن لم تكن "عبر التوافق أو صندوق الانتخابات ستفقد شرعيّتها". وحول الدور المتوقّع أن تلعبه حوارات القاهرة في هذا الصدد؛ قال أبو مرزوق "نريد أن تنتج حوارات القاهرة شيئاً إيجابياً حيث يتمّ وفقها إجراء الانتخابات في موعدها"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ "الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون على طاولة الحوار، ويجب أن يكون هناك توافق وطني حوله". وحمّل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" رئيس السلطة محمود عباس "المسؤولية الكبرى بمعالجة القضية التي تتعلّق بشرعية موقع الرئاسة"، معتبراً الخروج من هذه المعضلة "يكون بتوافق وطني"، وقال "نريد رئاسة تحافظ على وحدة الأرض ووحدة الشعب وحقوقه". من جهةٍ أخرى؛ فنّد أبو مرزوق الأسباب التي ساقها وزير الخارجية المصري لإدخال قوات عربية إلى قطاع غزّة، وهما "منع الاقتتال الداخلي" من جهة، و"وقف الاعتداءات ضد الكيان الصهيوني من جهةٍ أخرى"، وقال أبو مرزوق "أعتقد أن هناك إشكالية كبيرة في السببين، فلا يوجد اقتتال داخلي في غزّة، والقوات العربية بالتالي ستمنع شيئاً غير موجود، والقضية الثانية أنه لا أتصور أن يكون هناك موقف عربي موحّد اتجاه قضية وقف الاعتداءات على الكيان الصهيوني". وتابع قائلاً "كنّا ننتظر أن تكون القوات في مناطق فيها احتلال مباشر، فالاحتلال في القدس وفي الضفة الغربية أولى لأن يستنهض العرب لمقاومته، ومساعدة الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال"، حسب قوله. وفي السياق ذاته؛ لفت القيادي الفلسطيني البارز الانتباه إلى أن "العدو الصهيوني لم يسمح بأية زيادة للقوات المصرية في سيناء، ولا يعقل أنّه سيوافق على وجود قوات عربية في قطاع غزّة، كما أنّ الأسئلة والملابسات حول هذا الموضوع كثيرة غير أنها تؤدّي إلى إجابة واحدة وهي استحالة تطبيق هذه الفكرة". وفيما يتعلّق بحوارات القاهرة؛ أعرب الدكتور أبو مرزوق عن أمله في أن تصل الحوارات إلى نتائج مرجوّة، واعتبر "التغييرات التي تجري الآن على الساحة الإقليمية والعالمية تشكّل أجواءً مناسبة جدّاً ليكون الوضع الفلسطيني صحياً أكثر". وأكد في هذا الشأن على وجوب احتواء الحوار على جميع "المسائل الخلافية"، وأضاف "شرط إنجاح الحوار أن تكون الشقيقة مصر راعية الحوار على مسافة واحدة من كل الأطراف المتحاورة"، وأشار في نهاية كلمته إلى أنّ الموقف المصري من عبّاس يختلف عن الموقف اتجاه حماس، وقال "هم (أي المصريون) لا يعترفون بسلطة حركة حماس في قطاع غزّة، ويتعاملون مع القطاع كأنه يعيش بلا سلطة". ووصف أبو مرزوق التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة محمود عبّاس مؤخراً لصحيفة صهيونية في موضوع اللاجئين بأنها "غير مسؤولة"، داعياً كل شرائح الشعب الفلسطيني "لرفض مثل هذه التصريحات لأنها لا تعبّر عن الفلسطينيين". كما عبّر عن رفضه المطلق لقضية تبادل الأراضي، معتبراً إياها "عنواناً عريضاً لتجاوز كل القرارات العربية والدولية، وتجاوز كل التوافقات الوطنية المتعلّقة بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الضفة الغربية بما فيها القدس". وحول العلاقات بين "حماس" وبين سورية؛ قال أبو مرزوق "راهنا في الماضي وسنراهن في المستقل على متانة العلاقات السورية الفلسطينية، والمسؤولية الكبيرة التي نلمسها من السياسية السورية اتجاه القضية الفلسطينية"، مؤكداً على أن ما أشيع من توتر في العلاقات هي "مجرّد إشاعات لا أساس لها من الصحة".