انتقد الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" موقف رئيس السلطة محمود عباس من الحوار ومن العلاقة مع العالم العربي، وقال "الواضح أن الرئيس محمود عباس أدار ظهره للموقف العربي". وقال في تصريح صحفي له: "لقد ألغى (عباس) اتفاق القاهرة وتجاوز اتفاق مكةالمكرمة، ولهذا على العالم العربي أن يتفاعل مع الشعب الفلسطيني ومع تحديات القضية الفلسطينية التي تفرضها التطورات الراهنة". وحمل قيادي حركة "حماس" الإدارة الأمريكية مسؤولية الصمت العربي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية سواء تعلق الأمر بالخلافات الداخلية بين "حماس" و"فتح" أو في ما يتصل بالصراع مع الكيان الصهيوني. وطالب العالم العربي بضرورة "التخلص من هذه الضغوط وممارسة دورهم المطلوب حيال الفلسطينيين"، وقال: "مما يؤسف له أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تفرض كثيراً من سياساتها على المنطقة بصورة أو بأخرى، ولذلك نحن نأمل أن يتحرر الموقف العربي من هذه الضغوط الأمريكية، ونحن نعرف أيضاً أن الذي جرى في غزة مؤخراً قد أربك الموقف العربي لكن هذا الإرباك لا يجب أن يستمر". وشن أبو مرزوق هجوما لاذعاً على اجتماع المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله ودعوته إلى انتخابات مبكرة، وقال: "ليس من صلاحيات المجلس المركزي الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو عادية، لأنه لا يستطيع اتخاذ قرارات أو أن ينوب عن المجلس الوطني، ذلك أن وظيفته الأساسية هي تنفيذ قرارات المجلس الوطني". واعتبر أبو مرزوق أن رئيس السلطة عباس عمد إلى استخدام أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية من باب الاستقواء على حركة "حماس" دون أن يأخذ بعين الاعتبار أن الأولى بذلك هو إعادة الشرعيات في مؤسسات منظمة التحرير ذاتها، وقال "واضح أن الرئيس محمود عباس يريد الاستقواء بمؤسسات لا تتمتع لا بالصلاحية ولا تتمتع بآلية اتخاذ القرار". ودعا قيادي "حماس" البارز إلى إحداث التوافق السياسي أولاً قبل الدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، وقال "لا يستطيع الرئيس محمود عباس ولا غيره أن يدعو إلى انتخابات مبكرة أو عادية إلا في ظل توافق سياسي، أما في ظل التنازع السياسي، فإن الدعوة لهذه الانتخابات غير ممكنة، ولهذا نقول بأنه يجب إحداث التوافق السياسي قبل الحديث عن أي انتخابات". لكن أبو مرزوق أشار إلى أن بإمكان عباس أن يدعو إلى انتخابات رئاسية، أما أن يدعو إلى انتخابات تشريعية يعرف هو قبل غيره بأن المعني بذلك هو حركة "حماس" ذات الأغلبية النيابية، فإن ذلك ليس من حقه ولا يستطيع تنفيذ ذلك، على حد قوله.