في تطور ملحوظ بشأن تعامل الحكومة المصرية مع ملف الإسلاميين أقام إسلاميو سجن العقرب المشدد الحراسة حفل إفطار جماعي في منطقة سجون طرة ، حضره قادة الجماعة الإسلامية المصرية المفرج عنهم، ومن أبرزهم كرم زهدي وناجح إبراهيم، وقادة الجماعة في السجون، إضافة إلى قادة تنظيم الجهاد، وأبرزهم الدكتور سيد إمام شريف المعروف باسم الدكتور فضل. ووصف مراقبون تلك الخطوة بأنها مذهلة سواء بالنسبة لموقف السلطات المصرية أو لموقف التنظيمين الكبيرين وجلوسهما معا على مائدة واحدة. وقال المحلل السياسي الباحث في شأن الجماعات الإسلامية الدكتور ضياء رشوان : إضافة إلى ما حدث من قبل من أجواء إيجابية فإن هذا الحفل تطور مذهل. وسمحت السلطات للشيخ رفاعي طه رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج بالحضور، وهي المرة الأولى التي يسمح له بالذهاب إلى السجن المفتوح. والشيخ رفاعي من قادة الجماعة المحكوم عليهم بالإعدام منذ بداية التسعينات، ولكن لم يقبض عليه إلا في بداية هذا القرن. وقال الشيخ رفاعي في كلمة له: «إنه لم يكن يوما مع الصدام المسلح مع الدولة.. وإنه دوما كان يرى أن الصدام المسلح بين الجماعة الإسلامية والدولة المصرية لا يخدم الإسلام ولا الوطن المصري ولا الجماعة الإسلامية نفسها.. وذكر أنه حاول مرارا وتكرارا وقف العمل العسكري للجماعة الإسلامية في فترات كثيرة ولكن دون جدوى». وطمأن الشيخ رفاعي زملاءه جميعا بأنه أدرك قيمة المبادرة هذه الفترة بعد تعرفه على الواقع عن قرب وانفتاحه على الناس في السجون بعد فترة طويلة من العزلة.. وقال إنه يؤيد التوجه السلمي للجماعة الإسلامية. وشهد حفل الإفطار الشيوخ: كرم زهدي وأسامة حافظ وفؤاد الدوليبي وعصام دربالة وعاصم عبد المجيد وعلى الشريف وناجح إبراهيم. كما حضره من قادة الجماعة أيضا صفوت عبد الغني وأبو بكر عثمان وممدوح على يوسف وهشام عبد الظاهر ومحمد تيسير وحمدي كامل ورفعت حسن. كما حضره الشيخ مصطفى حمزة وهو القائد السابق للجناح العسكري بالخارج والمحكوم عليه بحكمين للإعدام. كما حضر منظر الجهاديين الدكتور سيد إمام شريف المعروف باسم الدكتور فضل الذي أطلق مراجعات تنظيم الجهاد أوائل العام الجاري، والضابط السابق عبد العزيز الجمل شريكه في المراجعات، وأحمد عجيزة والشيوخ أنور عكاشة ومجدي سالم من قيادات الجهاد. وقال الدكتور ناجح إبراهيم : هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر فهي سابقة في تاريخ السجون المصرية كلها ولم تحدث من قبل. وتابع: ولولا جرأة إدارات الداخلية التي وافقت على ذلك ما تم هذا الأمر.. حيث جلس كل هؤلاء ليلاً في قاعة مفتوحة بالسجن دون قيود أمنية مشاهدة ومعهم هذا العدد الكبير من إخوة الإعدام. أضاف أن البعض التقى الشيخ مصطفى حمزة بعد فراق جاوز الربع قرن.. والتقى بعض أصدقاء وتلاميذ الشيخ رفاعي به بعد قرابة ثلاثين عاماً كاملة من فراقه. كما تحدث الشيخ كرم زهدي فأثنى على صبر الإخوة ورضاهم عن الله... وحيا الحاضرين وقال: هذه أول مرة يلتقي فيها هذا الجمع من الإخوة في هذا المكان الذي كان مثارا للرعب في القلوب قديما.. ليشهد واقعا جديدا طيبا ومعاملة راقية أفرزتها هذه المبادرة المباركة. كما تحدث الدكتور ناجح إبراهيم فقال للحاضرين: نحن نتعلم منكم الصبر على البلاء والرضا بالقضاء.. وقد تحملتم الكثير ولم يبق إلا القليل.. فيا أقدام الصبر تحملي فلم يبق إلا القليل كما يقول السلف الصالح.. ومثلكم كمثل الصائم الذي صام نهارا حارا طويلا حتى كاد المغرب أن يؤذن.. فعليه أن يصبر هذه اللحظات.. وعليه ألا يجزع ولا يقنط من رحمة الله.. فلم يبق إلا القليل لتبتل العروق ويذهب الظمأ والتعب ويثبت الأجر إن شاء الله. وقال: نحن لم ننسكم ولن ننساكم أبدا.. والجميع يسعون إلى سعادتكم وتفريج كربكم بلا استثناء.. وكما عبرنا قبل ذلك مع ثلة طيبة من المخلصين من المسؤولين أنهار الدمار في مصر في التسعينات.. فإننا نأمل أن نعبر معهم كل العقبات الأخرى المتبقية. يذكر أن منطقة سجون طره تضم 7 سجون معظمها للسجناء السياسيين فيما يخصص سجن واحد فقط للجنائيين ويتشاركون في آخر مع السياسيين والسجون: هي سجن الاستقبال ومزرعة طره وملحق مزرعة طرة، وليمان طره والمحكوم ومستشفى طره، وسجن شديد الحراسة والمعروف باسم سجن العقرب. ويعرف أيضا باسم سجن العقرب وهو موجود في نهاية منطقة سجون طره ويبعد حوالي كيلومترين من باب المنطقة ويسبقه بالترتيب سجن استقبال طره، وسجن مزرعة طره، وسجن ملحق المزرعة.