شنت بعض المواقع المحسوبة على تنظيم القاعدة هجوما حادا على وثيقة عبود وطارق الزمر «البديل الثالث بين الاستبداد والاستسلام» التى انفردت بنشرها «الشروق» مطلع سبتمبر الماضى، لأن «الوثيقة طرحت طريقا لمناهضة الأنظمة الحاكمة من خلال مظلة قانونية ودستورية كالعمل البرلمانى والنقابى، وهو ما يتناقض تماما مع دين الإسلام وملة إبراهيم التى تدعو إلى البراءة من الكفر والكفار»، حسبما جاء فى بيان نشر على العديد من المواقع الجهادية. وقال البيان الذى نشر على مواقع «شموخ الإسلام» و«الفلوجة نت» و«المقريزى للدارسات»: نعلن نحن أبناء الجهاد والسلفية الجهادية برائتنا التامة من وثيقة آل الزمر «البديل الثالث» ونرفضها شكلا ومضمونا قلبا وقالبا كما رفضنا من قبل وثيقة سيد إمام ومبادرة الجماعة الإسلامية. ذلك لأن وثيقة آل الزمر تعنى العمل من خلال مظلة «الطاغوت العلمانى» أو ما يسمى بالحقوق الدستورية كالعمل البرلمانى النقابى الذى تدعو إليه وثيقة آل الزمر وجماعة الإخوان المسلمون (الإسلام المعتدل)، وهو ما يتناقض تماما مع دين الإسلام وملة إبراهيم التى تدعو إلى البراءة من الكفر والكفار. وأضاف البيان الموقع باسم «المجاهدون فى سجون مصر»: «أن القلة الباقية من أبناء الجهاد والسلفية الجهادية فى السجون أصبحت نسيجا واحدا يؤيد شكلا ومضمونا دعوة الجهاد العالمى، وعلى رأسها الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهرى حفظهما الله تعالى». وتابع البيان «إن منهج الأمن الآن فى التعامل معنا هو التشويه إما عبر النقل القسرى (التغريب) إلى سجون مشبوهة (سجون المبادرات) أو افتراء تصريحات تنسب للمفرج عنهم تؤيد المبادرات بأشكالها عبر وسائط غير نزيهة ذات صلة بالأمن». البيان الذى لم يحدد أسماء قادة الجهاد الرافضين لوثيقة آل الزمر، أكد أن كوادر الجهاد وشباب السلفية الجهادية ما زالوا على موقفهم الثابت من وثيقة سيد إمام ومبادرة الجماعة الإسلامية وأخيرا «بديل» آل الزمر وأى شكل من إشكال التفاوض والتصالح مع النظام. وكانت «الشروق» قد تلقت ردودا لبعض قادة وكوادر جماعة الجهاد وتنظيم طلائع الفتح بالسجون المصرية يعلنون فيه تأييدهم الكامل للوثيقة على اعتبارها حلا وسطا لمناهضة الأنظمة الحاكمة بأسلوب سياسى وسلمى، وذلك بخلاف ما سبقها من مراجعات قادة الجماعة الإسلامية أو وثيقة منظر تنظيم الجهاد د.سيد إمام التى أصلت لعدم الخروج على الأنظمة الحاكمة بالسلاح، لكنها لم تقدم بديلا للخروج عليها بالوسائل السلمية بحسب تعبيرهم. وقالت المصادر إن مجموعات الجهاد انقسمت فى موقفها من طرح آل الزمر بين مؤيد تأييد تام لكنه عاتب على تأخر صدروها، وبين متحفظ على بعض ما جاء فيها خاصة الموقف من إيران، وحزب الله. وأخيرا تلقت «الشروق» ردا من بعض قادة السجون صدر ضد أحدهم حكم بالإعدام عبروا فيه عن رفضهم لكل ما جاء فى الوثيقة وذلك لعدة أسباب، «أولها عدم جواز مشاركة النظام الحاكم الذى اعتبره هذا الفصيل خارجا عن الإسلام سياسيا بالوجود معه فى مؤسسات كالبرلمان والنقابات وغيرها. وثانيا أن الجهاد له هوية تقوم على التغيير وليس المشاركة والتغيير باستخدام القوة عند الاستطاعة، وأخيرا أن حركة الجهاد أصبحت حركة عالمية تواجه الولاياتالمتحدةالأمريكية وتفتح أكثر من جبهة ضد المشروع الصليبى الصهيونى».