كشفت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر أمس النقاب عن أن عدد من الأنظمة العربية التي أيدت العدوان الصهيوني على لبنان والموالية لأمريكا مثل مصر والمملكة الأردنية الهاشمية والعربية السعودية، أبلغوا واشنطن وجود سخط شعبي ضدهم ناجم عن تأييدهم للعدوان الصهيوني على لبنان، كما أبلغوها تخوفهم من مواصلة إيران تطوير برنامجها النووي، لأنها تعتقد أن إيران ستشكل عليها خطرا استراتيجيا كبيرا، بسبب التأييد الشعبي التي حظيت به إيران والمقاومة اللبنانية، بعد الانتصار الكبير الذي حققه حزب الله على الكيان الصهيوني خلال حرب ال34 يوما، علي حد قول المصادر الأمريكية، وطالبوها بضرورة التدخل لإيجاد حل للقضية الفلسطينية في محاولة لإلهاء الشعوب عن ما حدث في لبنان. ومضت الصحيفة قائلة: إن الزعماء العرب الموالين لأمريكا أبلغوا واشنطن بأن الشعوب العربية باتت رهينة بأيدي إيران، وأن الأمة العربية برمتها معجبة جدا بالخطاب السياسي للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، كما انهم يخشون من سيطرة ايرانية علي العالم العربي، خصوصا بعد انتصار حزب الله علي آلة الحرب الصهيونية خلال العدوان البربري والهمجي الذي شنه الكيان الصهيوني علي لبنان في يوليو وأغسطس المنصرمين.
وزادت المصادر ذاتها ان هؤلاء الزعماء العرب أقنعوا الإدارة الأمريكية بأن الطريقة الوحيدة لصد هذا التطور الشعبي هو تحريك العملية السلمية بين الفلسطينيين والصهاينة، لان هذا الأمر، علي حد تعبيرهم، سيهدئ من روع الشعوب العربية التي باتت مقتنعة بانه بالإمكان الانتصار علي الصهاينة، لان حزب الله حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وأضافت الصحيفة أنه للوصول لحل لهذه القضية، قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش القيام بزيارة إلي منطقة الشرق الأوسط في شهر نوفمبر القادم، وذلك بعد انتهاء انتخابات الكونغرس في الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وقال المراسل السياسي للصحيفة الوف بن، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المصادر السياسية في كل من تل ابيب وواشنطن: إن الهدف من الزيارة هو قيام بوش بالاجتماع إلي زعماء المنطقة لبحث تقدم عملية السلام بين الفلسطينيين والصهاينة.
من ناحيتها قالت مصادر سياسية رسمية في تل ابيب امس للصحيفة انه من الممكن ان يقوم الرئيس بوش بدعوة زعماء المنطقة الي واشنطن لعقد مؤتمر قمة لتدارس الأوضاع هناك واتخاذ القرارات المصيرية والمفصلية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأوضح المراسل الصهيوني أنه وفق التقارير التي وصلت الي المستوي السياسي في تل ابيب فان الرئيس بوش عاقد العزم علي تحريك العملية السلمية في المنطقة وطرح مبادرة سلام جديدة، وذلك ضمن الاستخلاصات والعبر التي توصل اليها البيت الأبيض بعد العدوان الصهيوني الثاني على لبنان، والذي مني به الكيان الصهيني بهزيمة نكراء أمام مجاهدي حزب الله.
وكشف الصحفي الصهيوني النقاب أيضا انه خلال الاجتماعات التي عقدتها وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني في نيويورك الأسبوع الماضي مع عدد من وزراء الخارجية العرب علي هامش انعقاد جلسات هيئة الأممالمتحدة، قال وزراء الخارجية العرب انهم يخشون من المد الايراني ومن فقدان السيطرة علي الشعوب العربية المتأثرة بالخطاب الايراني المعادي للصهاينة بصورة واضحة للغاية.
ونوه الصحافي الصهيوني إلي أن سوريا، التي يعتبرها الامريكيون حليفة إستراتيجية لايران، لن تكون ضمن الدول العربية التي سيزورها بوش او ستتم دعوتها الي واشنطن، لأنها تواصل دعم حزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية علي حد سواء، علي حد تعبير المصادر الصهيونية والأمريكية.
وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت في لقاء نشر امس مع صحيفة دينية يهودية متزمتة ان هضبة الجولان العربية السورية المحتلة ستبقي تحت السيطرة الصهيونية الي ابد الابدين، وانه لا توجد لديه اية نية لاجراء مفاوضات سلام مع الجانب السوري، لان النظام الحاكم في دمشق يعمل ضد الكيان الصهيوني بشكل علني وسري، علي حد تعبيره.
في سياق ذي صلة نقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قولها ان الرئيس بوش وجه لها تعليمات بالسفر الي منطقة الشرق الاوسط واجراء مباحثات مع الزعماء العرب المعتدلين، بهدف حل المشاكل العالقة.
ورجحت الصحيفة الصهيونية أن تكون زيارة رايس الي الشرق الاوسط زيارة تحضيرية لزيارة الرئيس بوش الي المنطقة، لافتة الي انه قام بزيارة الدولة العبرية مرة واحدة فقط وذلك في نهاية العام 1998.
وقالت الصحيفة ايضا ان المبادرة الأمريكيةالجديدة جاءت ايضا علي خلفية التطورات في العالم العربي، الذي بدأ يدرس قضية اقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني لأنها تصب في نهاية المطاف في صالح الأنظمة العربية الموالية لأمريكا.