أعلنت الأجهزة الأمنية الصهيونية عن تخوفها العميق من قيام تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، بالعمل علي تجنيد أشخاص غرباء، ليسوا من العرب والفلسطينيين، لتنفيذ اعمال فدائية كبيرة ضد اهداف داخل الدولة العبرية. وقال المحلل للشؤون العسكرية والإستراتيجية في صحيفة هآرتس العبرية زئيف شيف، المعروف بصلاته الوطيدة مع جميع الاجهزة الامنية الصهيونية، بان جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية) وجهاز الامن العام (الشاباك الصهيوني) وشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال (امان) اعلنوا عن حالة التأهب القصوى في اعقاب تلقيهم معلومات مؤكدة ان تنظيم القاعدة يخطط لإخراج عملية فدائية كبيرة داخل العمق الصهيوني، يقوم بتنفيذها اشخاص غير معروفين، بهدف مفاجئة الكيان الصهيوني المحتل.
واعترف المحلل الصهيوني بناء علي مصادر امنية وصفها بانها موثوقة، بان الاجهزة الامنية الصهيونية تجد صعوبة بالغة في الحصول علي معلومات مؤكدة حول التخطيط وحول الاشخاص الذين سيقومون بتنفيذه، الامر الذي يزيدهم قلقا. واوضح المحلل شيف في النبأ الذي اورده والذي تصدر الصفحة الاولي من هآرتس العبرية ان الاجهزة الامنية الصهيونية بدأت منذ نحو اسبوعين بالعمل المكثف من اجل منع العملية الفدائية، الا انها لم تتمكن من الحصول علي معلومات تمنحها الفرصة لمعالجة القضية قبل تنفيذ العملية الفدائية. ورأي المحلل الصهيوني أن الدكتور ايمن الظواهري، نائب اسامة بن لادن والذي يعتبره الكيان الصهيوني الرجل القوي في القاعدة المسؤول الاول والمباشر عن هذا التخطيط وان تصريحاته الاخيرة بانه سيستهدف الكيان المحتل هي تصريحات تأخذها الاجهزة الامنية الصهيونية علي محمل الجد، وان فرضية العمل تؤكد ان منفذي العملية الفدائية الكبيرة داخل الكيان الصهيوني سيكونون من جنسيات مختلفة ولكنهم لن يكونوا من العرب.
وتابع المحلل الصهيوني قائلا: إن الدكتور الظواهري يسعي اليوم بخطي حثيثة للسيطرة علي تنظيم القاعدة، وذلك في اعقاب الانباء غير المؤكدة بان اسامة بن لادن يعاني من مشاكل صحية.
واوضح المحلل شيف ان بين بن لادن والظواهري كانت وما زالت خلافات في الاستراتيجية، فأسامة بن لادن، حسب المصادر الصهيونية رأي ان الهدف الرئيسي للقاعدة هو ضرب اهداف تابعة للولايات المتحدةالامريكية وحليفاتها في اوروبا، بينما كان الدكتور الظواهري وهو من اصل مصري ما زال يؤمن بان تنظيم القاعدة يجب ان يوجه ضربات قاصمة للدول العربية المؤيدة لامريكا، ولكن في الاونة الاخيرة قرر ان الهدف القادم سيكون الكيان الصهيوني.
وأضاف المحلل الصهيوني أن الدكتور الظواهري هو الذي كان مسؤولا عن التفجيرات في سيناء خلال العامين الماضيين، وانه بايعاز منه قام رجال القاعدة بتجنيد البدو لتنفيذ المهمات مستغلين أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، كما قال مصدر امني صهيوني للصحيفة فضل عدم ذكر اسمه.
كما أضاف المصدر ان الدكتور الظواهري هو المسؤول عن العمليات الفدائية في الاردن، كما ان الكيان الصهيوني يحمله المسؤولية المباشرة عن محاولة تنظيم القاعدة ضرب طائرة ركاب صهيونية كانت مقلعة من كينيا باتجاه الأراضي المحتلة وعلي متنها مئات الصهاينة، كما انه هو الذي اصدر الامر بضرب فندق باراديس مومباسا في كينيا، والذين كان يتواجد فيه المئات من السياح الصهاينة. يشار الي ان العمليتين المذكورتين وقعتا في شهر نوفمبر من العام 2002.
ولفتت المصادر الامنية الصهيونية الي ان تهديد الدكتور الظواهري قبل اسبوعين بضرب اهداف صهيونية تهديد جدي، وان الاجهزة الامنية الصهيونية تأخذه علي محمل الجد، كما اضاف ان جهاز الامن العام (الشاباك الصهيوني) ابلغ المستوي الامني في الدولة العبرية بانه يستطيع السيطرة علي المعابر الحدودية الصهيونية، بهدف منع نشطاء اجانب من تنظيم القاعدة من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنه في الوقت نفسه حذر الحكومة الصهيونية انه لن يتمكن من منع المتسللين الاجانب من عبور الحدود مع الكيان الصهيوني بصورة غير شرعية، عن طريق مصر او المملكة الاردنية الهاشمية او قطاع غزة. واتهمت المصادر الامنية الصهيونية السلطات المصرية بان مراقبتها لحدودها مع الأراضي المحتلة غير لائقة ولن تتمكن من منع متسللي تنظيم القاعدة من الدخول الي داخل الكيان الصهيوني عبر الحدود المصرية الفلسطينية. بالاضافة الي ذلك عبرت المصادر الصهيونية عن خشيتها العميقة بان يتمكن تنظيم القاعدة من ارسال المجاهدين الي الأراضي المحتلة لتنفيذ عمليات فدائية كبيرة من لبنان، لافتة الي ان هناك تنظيمين، الاول تنظيم سني والثاني تنظيم شيعي يعمل بالتعاون وبالتنسيق مع حزب الله، يخططان بصورة مكثفة الي اخراج عملية فدائية كبيرة ضد الكيان الصهيوني عن طريق الأراضي اللبنانية.