بعد حملة الرفض والاستهجان التي قوبل بها اقتراح وزير الخارجية المصري "أحمد أبو الغيط" بإرسال قوات عربية إلى قطاع غزة، تراجعت الخارجية عن موقفها، مؤكدة أن مصر اشترطت وجود "توافق فلسطيني" قبل تلك الخطوة. من جانبه، قال السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن فكرة إرسال قوات عربية في قطاع غزة تم طرحها منذ فترة بهدف الفصل بين قوتين متناحرتين في القطاع، مشيرا إلي أن الفكرة تراجعت بعد أن حسمت إحدي القوي الفلسطينية الصراع لصالحها وسيطرت بشكل تام علي القطاع. وأضاف زكي: إن فكرة القوات العربية عادت للطرح مرة أخري ولكن في سياق مختلف ولأهداف أخري، تتمثل في مساعدة الفلسطينيين علي إعادة الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية. وقال زكي: إن موقف وزير الخارجية المصرية واضح في شأن إرسال القوات العربية إلي القطاع، مشيرًا إلي أن أبو الغيط اشترط "أن يكون هناك توافق فلسطيني علي هذه الفكرة". وردًا علي سؤال حول ما ذكره قيادي فلسطيني في دمشق بأن ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط أصبح في يد أطراف إقليمية ودولية غير مصر، قال زكي: "هذا كلام فارغ وغير صحيح، وهناك أطراف تتمني البحث عن وسيط آخر غير مصر طمعا في تحقيق نتائج أفضل". وأكد زكي أن مصر أجرت لقاءات مع نصف المنظمات الفلسطينية التي دعتها للحوار الذي ترعاه في القاهرة حتي الآن. وأضاف: "نأمل أن ينتهي الحوار مع مجموعة أخري بنهاية الشهر الجاري لينتقل الحوار بعدها مع الفصيلين الرئيسيين وهما فتح وحماس حتي الآن، لتتم الاستفادة من نتائج اللقاءات مع المنظمات الأخري، وهو ما نأمل أن يتم في أقرب فرصة بعد عيد الفطر مباشرة لاستكمال هذه الحوارات الثنائية".