قالت مصادر سياسية وأمنية وصفت بأنها رفيعة المستوي في واشنطن وتل أبيب: إن العلاقات الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدولة العبرية، تشهد في الآونة الأخيرة منعطفا خطيرا للغاية، وذلك بعد ان بدأت الإدارة الأمريكية بفحص مدي جدوى هذه العلاقات. وقالت المصادر ذاتها لموقع الانترنت الصهيوني ديبكا المتخصص بالشؤون العسكرية والإستراتيجية: إن الرئيس الأمريكي جورج بوش، هو اول رئيس امريكي منذ إقامة بداية تكوين الكيان الصهيوني عام 1948 يطلب من المؤسسات الأمنية في البلاد فحص قوة الصهاينة العسكرية وهل باستطاعتهم الصمود أمام هجوم عربي. وأضافت أن بوش اتخذ هذا القرار في اوج العدوان الهمجي والبربري الذي شنه الكيان الصهيوني علي لبنان، وفي ظل الإخفاقات التي كانت من نصيب جيش الاحتلال الصهيوني في مواجهته مع مجاهدي حزب الله، الذين اثبتوا أنهم يتمتعون بقدرة قتالية عالية للغاية مقابل الجندي الصهيوني.
ولفتت المصادر ذاتها الي ان مجلس الامن الدولي عقد في ال21 من الشهر الجاري جلسة خاصة لبحث الملف الصهيوني الفلسطيني، وان وزيرة الخارجية الصهيونية التي تواجدت في نيويورك، قررت مقاطعة الجلسة احتجاجا علي انعقادها، وفي نهاية الجلسة التي شارك فيها جميع وزراء الخارجية من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، لم يتخذ أي قرار، ولكن المصادر اكدت ان الاجتماع عقد بمباركة وتشجيع من الادارة الامريكية ومشاركة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومع ان الكيان الصهيوني رفض عقد الجلسة الا ان الولاياتالمتحدة قررت عقدها، في اشارة واضحة الي ان العلاقات بينهما لم تعد كما كانت عليه من ذي قبل، علي حد تعبير المصادر التي تحدثت الي الموقع العبري.
وأوضحت المصادر نفسها ان الرئيس الامريكي جورج بوش، اصدر اوامره الي وزيرة خارجيته رايس، في العشرين من الشهر الجاري بان توافق علي قرار الرباعية الدولية القاضي بدعم حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها حركة حماس هي توطئة لمبادرة أمريكية جديدة لحل المشاكل العالقة بين الطرفين الصهيوني والفلسطيني.
وأكدت المصادر ان الادارة الامريكية تضع في هذه الايام اللمسات الاخيرة علي مبادرة السلام الجديدة، التي من المحتمل جدا ان تبدأ بعرضها وزيرة الخارجية الامريكية خلال زيارتها القادمة الي منطقة الشرق الاوسط.
وشددت المصادر الامريكية والصهيونية المتطابقة بحسب الموقع العبري، علي ان الكيان الصهيوني سيدفع ثمنا عسكريا وسياسيا باهظا في مبادرة السلام الامريكيةالجديدة وذلك عقابا لها علي اخفاقاتها في حرب لبنان الثانية.
وزاد الموقع العبري أن رئيس الوزراء الصهيوني إيهود اولمرت ووزير حربه عمير بيرتس ورئيس هيئة الاركان العامة في جيش الاحتلال الصهيوني يواصلون التمسك بنظريتهم القائلة بان كيانهم انتصر في الحرب الثانية علي لبنان، دون ان يأخذوا بعين الاعتبار بالمرة التراجع الكبير في التعاون الاستراتيجي بين الكيان الصهيوني وأمريكا.
وأوضح الموقع العبري أيضا ان الجلسة التي عقدت في الثالث عشر من شهر سبتمبر الجاري بين وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني والرئيس بوش كانت فاشلة، وان الرئيس بوش توصل الي نتيجة مفادها ان القيادة الصهيونية الحالية تتمتع بقصر نظر كبير وليس باستطاعتها قيادة الكيان الصهيوني تحديدا في اوقات الحرب.
بناء علي ما تقدم، اضافت المصادر الصهيونية والامريكية، بان الحكومة الصهيونية بقيادة رئيس الوزراء اولمرت ستبقي منذ الان فصاعدا في حالة ترقب للسياسات الامريكيةالجديدة في الشرق الاوسط، وان الاتفاق بين واشنطن وتل ابيب قبل الاعلان عن مبادرة لحل النزاع الصهيوني الفلسطيني بات في خبر كان بسبب القرار الامريكي الاستراتيجي بان القيادة الصهيونية غير مؤهلة لقيادة الدولة ولقيادة مشاريع سلام مع الفلسطينيين تطرح من قبل واشنطن. وكنتيجة حتمية لفقدان الادارة الامريكية تقثها بالقيادة الصهيونية، فقد امر الرئيس بوش وزيرة خارجيته رايس بالبدء في طرح المبادرة الامريكيةالجديدة للسلام في الشرق الاوسط، دون ابلاغ تل ابيب بها مسبقا.
وخلصت المصادر الامريكية والصهيونية الي القول ان التراجع في العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب بعد خسارة حرب لبنان ستلقي بظلالها علي العلاقات الثنائية بينهما، مشددة علي ان الادارة الامريكية مطلعة جدا علي نتائج استطلاعات الرأي العام داخ الكيان الصهيوني والتي نشرت في الاسبوع الماضي والتي اكدت ان فقط سبعة بالمائة من الصهاينة يريدون ان يواصل اولمرت مهامه كرئيس للوزراء داخل الكيان الصهيوني.