في الوقت الذي يستعد فيه رئيس وزراء بريطانيا توني بلير لألقاء خطبة الوداع للعماليين غدا الثلاثاء، بدأ وزير المالية البريطاني غوردون براون مساعيه لتولي منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا خلفا لتوني بلير الذي يتوقع أن يستقيل من مهماته الحكومية في غضون عام. وقال بروان مع بدء حزب العمال الحاكم مؤتمره السنوي أمس الأحد إن الحكومة بحاجة إلى "أفكار جديدة" للمستقبل وإنه مستعد "لإجراء تغييرات كبيرة في أسلوب العمل".
وقال براون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إنه يؤمن بالحفاظ على "العلاقات الشديدة الخصوصية" لبريطانيا مع الولاياتالمتحدة دون أن تكون لندن "عبدة" لواشنطن.
كما دعا براون في تصريحات لصحيفة "صنداي تايمز" إلى سياسات جديدة أكثر شفافية إزاء البرلمان والجمهور.
وفي تصريحات لمحطة "سكاي نيوز" وفي تعارض واضح مع بلير، أبدى براون تأييده تحديد تدخل القطاع الخاص في نظام الصحة البريطاني.
ويتوقع أن يؤكد بروان اليوم الاثنين في خطابه أمام 12 ألف مندوب بمؤتمر حزب العمال، أنه الرجل الذي يمكنه أن يبعث مجددا الأمل بين أنصار الحزب الذين أضحوا يشكون في قدراتهم. وسيلقي بلير الثلاثاء خطبة الوداع للعماليين.
وأظهر استطلاع للرأي لصحيفتي يوغوف و"صنداي تايمز" نشر أمس أن 69% من البريطانيين يريدون أن يرحل بلير بحلول الربيع المقبل، غير أن 48% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن السلوك الأخير لبراون الذي اتهم بالوقوف وراء التمرد داخل الحزب، يثير شكوكا بشأن قدرته على الاضطلاع بمهمات رئيس الوزراء.
وقد رفض بلير تقديم دعم واضح لخلفه المحتمل وحث حزب العمال الذي يتزعمه على وقف الجدل بشأن من سيخلفه والتركيز على السياسة وإلا فسيجازف بالدعم الشعبي له.
وقال بلير لدى افتتاحه المؤتمر السنوي للحزب في مدينة مانشستر بشمال بريطانيا، إنه لا ينكر شيئا مما قال في الماضي بخصوص براون وإشادته به، غير أنه شدد على أن إعداد أجندة للمستقبل والتركيز على القضايا الكبرى لإعادة التواصل مع الجمهور بات أمرا أكثر أهمية.
ولم يحدد بلير بعد تسع سنوات من الحكم تاريخا دقيقا لرحيله، وقال إنه سيواصل عمله حتى تحين تلك اللحظة.