وصف بعض السياسيين، الزيارات التي تقوم بها كاترين آشتون، الممثل السامي للشئون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، بأنها "وراء كل زيارة مصيبة" ، مشيرين إلى أنه في أعقاب كل زيارة له تحدث أمور سيئة وبعضها كوارث، مثل مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة، وكانت الزيارة الحالية، أسفرت عن قرار المهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة، بتطبيق عقوبة الإرهاب على "الإخوان" ومن يناصرها، وهو ما أدى لربط البعض هذا القرار بزيارة "آشتون". من جهته، قال الدكتور حسام عقل، رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري، إن زيارات "آشتون" دائمًا ما ترتبط بقرارات مهمة للنظام، فهي إما ترتبط بإعطاء ضوء أخضر لمذابح – كما حدث في فض اعتصامي رابعة والنهضة - أو السماح بمذابح مقننة بشكل قانوني كما حدث في حكم جنايات المنيا، ومحاولة إعطاء "شرعية" لترشح السيسي للرئاسة، ولإعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية وتطبيق عقوبة الإرهاب على من ينتمون لها. وأضاف "الحراك الشعبي في مصر وثق تمامًا من مؤامرة الاتحاد الأوروبي بشكل عام ومؤامرات كاترين آشتون بشكل خاص، لأن كل زيارات "آشتون" دائمًا ما يعقبها كارثة إنسانية أو حقوقية أو قانونية ودستورية أو سياسية، وبغض النظر عن مضمون ما دار بينها وممثلي النظام القائم خلال هذه الزيارة، إلا أن مجرد جلوسها مع "السيسي" تحديدًا له دلالة رمزية توضح توجه الاتحاد الأوروبي، وهو دعم المشروع الانقلابي حتى النهاية". وحول عدم طلب "آشتون" اللقاء بالتحالف خلال هذه الزيارة، ذكر "عقل" أن هذا قد يكون مقصودًا ومتعمدًا، لأن جلوسها مع قادة "الإخوان" أو التحالف، ضرب لوضع دستوري في مصر، على أساس أن القانون يحظر أنشطة "الإخوان" أو من يتعامل معهم، وبالتالي فستقع في تناقض قانوني ودستوري، وقد يكون أكثر ارتباطًا بقرار "محلب" بتفعيل تطبيق عقوبة الإرهاب على "الإخوان"، فهذا التزامن - بين القرار والزيارة - ليس بريئًا، فهناك تنسيق كامل لتمرير ما وصفه بالمشروع الانقلابي، والانفراد بالساحة المصرية. كما شن إمام يوسف، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية وحزب الأصالة، هجومًا على تصريحات "آشتون"، والتي عبرت خلالها عن تطلعها لاستكمال مصر لخارطة الطريق، قائلاً إن "آشتون" لم تأت في يوم بموقف واحد ضد سلطة 3 يوليو، بل هي من أول وهلة معهم، وكانت كل زياراتها يعقبها مجازر دموية تحدث للمتظاهرين. واستطرد: "كل زيارة لآشتون لمصر يعقبها مجزرة جديدة ضد مؤيدي الشرعية، وكل المؤشرات في السابق كانت تشير إلى ذلك؛ إذ أنه عقب زيارتها في يوليو الماضي وقعت مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة، وفي أكتوبر وقعت مجزرة بعدها". وأضاف يوسف: أن "آشتون" ممن يدعمون السلطة الحالية، قائلاً: "آشتون" والاتحاد الأوروبي يفكرون في مصالحهم فقط ورؤيتهم قاصرة، وهم أساسًا حلفاء للنظام، وكان بينهم تنسيق مسبق من خلال الدكتور محمد البرادعي قبل 3 يوليو، لتهدئة الأجواء الأوروبية ولعدم صدور ما يدين تصرفات الانقلابيين في مصر. وقال الدكتور سعد فياض، القيادي بالجبهة السلفية وتحالف الشرعية، إن "آشتون" كلما جاءت لمصر زادت وتيرة القتل والعنف. وأضاف فيضا: نحن لا نستغرب من تصريحات "آشتون"، لأنها لم تكن يومًا من الأيام منصفة، بل كانت مؤيدة دائمًا للانقلاب، والاتحاد الأوروبي وضع رأسه في الرمال. المصدر: مصر العربية