سفير فوق العادة فى الخليج.. دوره توفير مرتزقة وسلاح إسرائيلى للخليج وتنسيق التحالفات ضد الإسلاميين فى المنطقة كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن شخصية (بروس كشدانBruce David Kashdan) الدبلوماسى الإسرائيلى الذى تبين أنه مهندس العلاقات السرية بين إسرائيل ودول الخليج، كما كشف النقاب عن ذلك، المراسل للشئون السياسية فى تلك الصحيفة «إيلى بيردنشتاين»، نقلا عن مصادر وصفها بأنها رفيعة المستوى فى تل أبيب. فرغم تعدد قنوات الاتصال السرية وتشعبها بين إسرائيل ودول الخليج، يتبين -كما قالت المصادر عينها فى تل أبيب للصحيفة العبرية- أن أكثر القنوات أهمية وحيوية هى تلك التى يديرها «كشدان». ورغم أنه تجاوز سن التقاعد، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترفض التخلى عن خدمات كشدان الذى يطلق عليه فى دولة الاحتلال لقب «سفير فوق العادة فى الخليج العربى»؛ الأمر الذى دفع وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان إلى أن يصر على تجديد التعاقد معه. ومع أن كشدان الذى هاجر من بريطانيا إلى إسرائيل فى الستينيات من القرن الماضى، يرفض التحدث عن مهامه الدبلوماسية، على اعتبار أنها ذات طابع سرى؛ نظرا إلى أنها تتعلق بدول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، فإن معلقين وصحفيين إسرائيليين باتوا يلقون كثيرا من الضوء على العمل الذى يقوم به كشدان، تحت غطاء من السرية. ورغم أنه بالإمكان الحصول على صور جميع العاملين فى السلك الدبلوماسى الإسرائيلى -كما تضيف الصحيفة العبرية- لم يتم حتى الآن نشر أى صورة لكشدان، حتى بعد مضى عقود على شروعه بالسلك الدبلوماسى فى دولة الاحتلال، وهو الأمر الذى يفسر حرصه على البقاء بعيدا عن الأضواء. وتابعت المصادر نفسها قائلة ل«معاريف» أنه بفضل الجهود التى يبذلها كشدان، فإن العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية جعلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجاهر بالقول إن دول الخليج لا ترى إسرائيل عدوا، بل «دولة صديقة». وقد تبين -حسب المصادر الإسرائيلية- أن لكشدان الدور الأبرز فى إرساء تحالف المصالح المشتركة مع دول الخليج. علاوة على ذلك، أشارت المصادر نفسها إلى أن الدبلوماسى الإسرائيلى المذكور برع دائما فى جعل هذه العلاقات فى سرية تامة، باستثناء فترات تجرأت فيها دول الخليج على الكشف عنها. وتابعت الصحيفة قائلة إن كشدان لعب دورا مهما فى تنسيق لقاءات واجتماعات بين مستويات سياسية وأمنية تنفيذية فى كل من دول الخليج وإسرائيل، بغرض التنسيق والتعاون فى مجالات مختلفة، خصوصا فى كل ما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمى المختلفة والطاقة، مشددة أيضا على أنه لعب دورا حاسما فى التوسط بين الصناعات العسكرية وشركات التقنية المتقدمة فى إسرائيل ودول الخليج التى تبدى حماسا لشراء منظومات قتالية وأجهزة حساسة من الدولة العبرية، حسب ما أكدته المصادر فى تل أبيب. ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسى السرى كشدان احترم رغبة ممثلى دول الخليج فى إقامة علاقات منفردة مع كل دولة خليجية على حدة، بحيث لا يتم إطلاع أى دولة على طابع العلاقة بين إسرائيل والدول الخليجية الأخرى. ويعتبر كشدان المسئول عن تنظيم الزيارات السرية والعلنية التى يجريها مسئولون إسرائيليون لدول الخليج، ومنها الزيارة الأخيرة التى أجراها مؤخرا المحامى إسحاق مولخو المبعوث الخاص والشخصى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى إمارة دبى ولقاؤه محمد دحلان؛ حيث تم البحث خلال اللقاء فى مرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس ودور دحلان المحتمل فيها. ويوصف كشدان بأنه كاتم أسرار فعال قضى أكثر من 10 سنوات فى الرحلات البطولية بين إمارات الخليج، ويعرف جيدا السعوديين أيضا، حسب المصادر الإسرائيلية. وتوضح برقيات سرية لوزارة الخارجية الأمريكية تم تسريبها إلى موقع (ويكليكس) فى عام 2010 أيضا، أن كشدان كان مسئولا أيضا عن العلاقات بين إسرائيل والبحرين. وكشفت وثائق ويكليكس فى برقية صدرت فى أغسطس 2005، أن وزير خارجية البحرين حينها محمد بن مبارك آل خليفة، أبلغ نائب السفير الأمريكى فى المنامة أنه قبل ذلك بيوم التقى السفير الجوال لإسرائيل بروس كشدان. وأشار آل خليفة إلى أنه منذ وقت طويل هناك علاقات مهمة وهادئة بين البحرين وإسرائيل. وفى برقية أخرى –كما أفادت الصحيفة العبرية- صدرت فى إبريل عام 2007، قال وزير خارجية البحرين حينها خالد بن أحمد آل خليفة للسفير الأمريكى فى المنامة، إنه تلقى مكالمة هاتفية من المبعوث الإسرائيلى لدى الخليج بروس كشدان، الذى هنأه بالحوار الذى تطرق فيه إلى إسرائيل بشكل إيجابى. فى السياق ذاته، اعترفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مؤخرا -فى تقرير نشرته- بعمل شركة أمن إسرائيلية فى بعض دول الخليج لتدريب وتأهيل مقاتلين وحراس لآبار النفط ومواقع حساسة أمنيا. ونشرت الصحيفة صورا لمدربين إسرائيليين تحت أسماء أوروبية وغربية مستعارة، خشية انكشاف هويتهم الإسرائيلية وتعريض حياتهم للخطر. وقالت الصحيفة إن المدربين هم من خريجى الوحدات القتالية فى جهاز الأمن العام (شاباك) ووحدات النخبة القتالية فى الجيش الإسرائيلى، وتبلغ أعمارهم نحو 25 عاما. وذكرت الصحيفة أن المدربين يصلون إلى إحدى دول الخليج العربية من مطار بن جوريون فى اللد، مرورا بعمان أو أنطاليا، لافتة إلى أن عمل الشركة كان بمعرفة ومصادقة وزارة الأمن الإسرائيلية، فيما قالت صحيفة «كالكلاليست» الاقتصادية الإسرائيلية إن حجم الأعمال التى تنفذها الشركة فى الدول العربية وفى دول أخرى فى العالم بلغ فى عام واحد (عام 2009) نحو 7 مليارات دولار.