ما يجري في غزة الآن بمباركة مصرية، وسماح للغارات الصهيونية أن تمر من أجواء مصر لضرب أهلنا هناك، بل بتأييد من دولة مثل الإمارات ... هو عار على جبين العرب والمسلمين، وهو تسجيل لفترة من أوهى وأضعف فترات الأمة المسلمة في التاريخ. وهذا نابع من تبعية هذه الأمة في صورة حكامها للغرب ورغباته وأطماعه في بلادنا، وللصهيوأمريكية ومشروعها في أوطاننا.. هؤلاء الحكام المتحكمون فينا، الذين يقهرون الشعوب ويصادرون إرادتها ويلغون رأيها بجرة قلم، وينهبون ثرواتها، ويبددون مقدراتها، ويعادون أبناءهم وإخوانهم وأهاليهم، ويوالون أعداءنا. وهذا هو الفارق بين رئيس منتخب مختار من الأمة، وقف في العام الماضي وقفة رجل قوي، وقال كلمته التي سطرها التاريخ: "يا أهل غزة، أنتم منا ونحن منكم" .. ووجه حديثه للصهاينة قائلا: "إنه لن يكون لكم سلطان علينا ،وإن لم توقفوا القتل فغضبتنا لن تستطيعوا الوقوف أمامها ، غضبة شعب وقيادة ، فغزة ليست وحدها... نفوسنا جميعا تتوق إلى الأقصى". هذا هو الفارق بين حاكم منتخب، وبين مغتصب للسلطة ذليل يتذلل لأعداء الأمة ويرجوا رضاهم، ويسمح لهم بقتل أبناء جلدته مقابل بقائه، وما هو بباق، ولا أعداؤه سيرضون عنه؛ لأن الله يقول: "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ..". سورة البقرة: 120. إننا في بلادنا العربية محرم علينا أن نعيش بحرية، وأن تحترم إرادتنا، وأن نحفظ كرامتنا واستقلالنا، لأننا لا زلنا تحت نير الاستعمار، ولا زالت بلادنا مستعمرات للمحتلين الغربيين وإن زال الاحتلال العسكري من بعض البلاد في ظاهره، وبعض البلاد الأخرى أصبح فيها قواعد عسكرية، وهو جزء من الاحتلال الظاهر .. أما الاحتلال الحقيقي فلا زلنا نعيشه، ويتجلى هذا في كل شيء. رغم هذا كله .. لن يخذل الله غزة وأهلها، ولن يترك مجاهديها وإن تركتهم الحكومات المغتصبة وتآمرت عليهم وحرضت على قتلهم وقصفهم .. ما دام مجاهدوها على الحق قائمين، لعدوهم قاهرين، فلن يضرهم من خذلهم ، وما بقي في الأمة عرق ينبض، وروح تسري: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ." سورة الحج: 40.