بدأ اليوم الأربعاء تنفيذ أكبر عملية لتبادل الأسرى والجثامين بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني وذلك تحت اشراف الصليب الأحمر الدولي، حيث قام حزب الله بتحضير جثماني الجنديين الصهيونيين الذين أسرهما الحزب عام 2006، وقام الصهاينة بالمقابل بإحضار عدد من الأسرى اللبنانيين في السجون الصهيونية وعلى رأسهم سمير القنطار عميد الأسرى العرب، وأربعة مقاتلين من حزب الله أسرهم الجيش الصهيوني أثناء الحرب على لبنان منذ عامين، إضافة إلى رفات 8 من الشهداء اللبنانيين من مقاتلي الحزب من بينهم الشهيدة "دلال المغربي" التي قادت عملية فدائية كبرى عام 1978 أسفرت عن مقتل 30 جنديًا صهيونيًا. وتعد تلك الجثامين الدفعة الأولى من أصل 190 جثة لمقاومين لبنانيين استشهدوا في مواجهات مع الصهاينة. ووصل موكب الأسرى إلى الحدود بعد نقلهم من سجن هاداريم الصهيوني؛ حيث أظهرت لقطات تليفزيونية صوِّرت من جانب إدارة السجون وبثتها القناة العاشرة بالتلفزيون الصهيوني الأسرى وبينهم القنطار خلال خضوعهم لمرحلة التحقق النهائية من هوياتهم قبل مغادرتهم السجن شمال يافا المحتلة (تل أبيب). وتجري حاليا في منطقة الناقورة على الجانب اللبناني من الحدود احتفالات استعدادا لتسلم بقية النعوش والأسرى المحررين. وقام حزب الله بتنفيذ المرحلة الأولى من التبادل وسلَّم الكيان الصهيوني عبر الصليب الأحمر الدولي رفات الجنديين الصهيونيين الأسيرين لدى الحزب، وقام خبراء الهلال الأحمر على الفور باختبارات الحمض النووي للتأكد من هوية الجنديين؛ لينتهي الغموض حول مصير الجنديين؛ وعمت أهالي الجنديين صدمة شديدة مع نبأ أن حزب الله سلَّم جثتين وليس جنديَّين؛ حيث لم يصدر حزب الله أي تصريحات عن حالة الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، رغم تكهنات سابقة لرئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني إيهود أولمرت بمقتلهم. وفي المقابل قامت تل أبيب بالسماح بمرور أول دفعة من الشاحنات المحملة برفات 8 من المقاتلين اللبنانيين والعرب إلى جنوب لبنان من أصل 190 جثمانًا قُتلوا في مواجهات مع الجيش الصهيوني ينتظر نقلهم على دفعات ضمن عملية التبادل. وينتظر اللبنانيون وحزب الله استقبال الأسرى ورفات الشهداء بالزينة والألوان وأغاني البهجة؛ بينما عم السكون والحزن شمال دولة الكيان الصهيوني وسط مشاعر الذل والمهانة؛ لاعتبارهم عملية الرضوان جزءًا من انتصار حزب الله واستمرارًا لفشل دولة الكيان الصهيوني في حربه على لبنان. ومن المقرر أن يُنقَل الأسرى المحررون جوًّا من معبر الناقورة إلى مطار بيروت؛ حيث سيتم استقبالهم رسميًّا وشعبيًّا وهم يرتدون الزيَّ العسكري؛ الأمر الذي لم يكشف أيٌّ من الطرفين حزب الله أو الكيان الصهيوني موعدَه بالتحديد وسط تكهنات حول مدى طول مدة اختبارات الحمض النووي المطلوبة للتأكد من هوية رفات الجنديين الصهيونيين. وكان الصهاينة قد ادعوا كذبًا أن جثة الشهيدة "دلال المغربي" مفقودة ولم يستدل عليها، وزعمت أن من قام بنبش قبرها لم يجد جثتها ووجد فقط جثث رفقائها الرجال، غير أن إصرار حزب الله على الحصول على جثمان الشهيدة حال دون اكتمال المؤامرة الصهيونية. وتأتي الصفقة بعد أن أكد حزب الله أن الطيار الصهيوني "رون أراد" -الذي اختفى بعد نزوله من طائرته بمظلة خلال حملة قصف على لبنان عام 1986- لم يعد على قيد الحياة، وهو ما يرى الصهاينة أنه "غير كاف". وترددت أنباء عن قرب الإفراج عن أربعة أردنيين معتقلين بالسجون الصهيونية. غير أن هؤلاء الأسرى لن يتم إطلاقهم اليوم وإنما بعد أيام حتى لا يربط هذا الإنجاز بإنجاز حزب الله، ولتسجيل هذا الإنجاز باسم حكومة المملكة الأردنية!! وأوضح أن هناك اتفاقا بين الأردن والكيان الصهيوني بنقل الأسرى الأردنيين إلى سجون المملكة بشروط مخففة لمدة شهر ومن ثم الإفراج عنهم، مشيرا إلى أن الاتفاق يشترط للإفراج عن هؤلاء إطلاق من قاموا بمثل ما قام به المعتقلون الأردنيون للإفراج عنهم.