ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأحد - نقلا عن مسؤولين سياسيين وعسكريين- أن إدارة الرئيس جورج بوش تدرس مقترحا لسحب قوات إضافية من العراق ابتداء من سبتمبر/ أيلول القادم، وذلك بسبب الحاجة لمزيد من قواتها في أفغانستان لمواجهة حركة طالبان. وبحسب مسؤولين نسبت إليهم المعلومات، أشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الصدد ملمحة إلى أن قرار سحب القوات إن صدر سيشمل لواء أو ثلاثة ألوية قتالية كحد أقصى من أصل 15 لواء موجودا بالعراق من المنتظر سحبها بحلول يناير/ كانون الأول المقبل. ورغم امتناع البيت الأبيض عن مناقشة عمليات الانسحاب، أوضح المتحدث باسمه غوردن جوندرو أن الرئيس بوش سينتظر توصيات قائد قواته في العراق الجنرال ديفد بتراوس في سبتمبر/ أيلول المقبل، لافتا إلى أن الإدارة ستواصل في الوقت الراهن مناقشاتها مع الجانب العراقي بشأن خفض عدد القوات الأميركية. بالمقابل لفت مسؤول كبير بإدارة بوش إلى أن الأخير سيعارض القيام بسحب عدد كبير من الجنود إذا ما رأى أن ذلك من شأنه أن يهدد احتمالات إقامة نظام حكم مستقر وديمقراطي بالعراق. الوضع الميداني وفي حين نقلت المصادر نفسها عن ضباط بالجيش الأميركي بالعراق قولهم إن القيادات الميدانية لم تناقش مسألة حجم أو عدد القوات التي قد يتم سحبها، أجمعوا على القول إن الظروف تبدو مشجعة أكثر مما كانت عليه قبل شهرين. بيد أن مصادر أميركية ألمحت إلى أن الجنرال بتراوس -الذي سيغادر العراق في سبتمبر/ أيلول لرئاسة القيادة المركزية التي تشرف أيضا على حرب أفغانستان- سيكون أكثر حذرا مما قد يريده مسؤولو وزارة الدفاع (البنتاغون). ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين بالإدارة الأميركية ترجيحاتهم بأن يوصي الجنرال بسحب عدد أقل من القوات مقارنة مع أكثر التوقعات تفاؤلا باحتمال سحب ما بين 120 و130 ألف جندي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان لن يتم قبل حلول العام المقبل ويبقى العراق إحدى القضايا الرئيسية بمعركة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر/ تشرين الثاني بين الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك أوباما. وفي هذا الإطار قال أوباما في تصريح إعلامي الأحد إن سحب القوات بالكامل من العراق لن يكون أمرا مثاليا بالمعنى المطلق، لكنه مبرر استنادا إلى دعوات القادة العراقيين بوضع جدول زمني لسحب القوات الأجنبية من بلدهم. وكشف أوباما -الذي كان يتحدث إلى الصحفيين المرافقين على متن الطائرة التي أقلته السبت إلى كاليفورنيا- أن السيناتور الجمهوري تشاك هاغل وزميله الديمقراطي جاك ريد سيرافقانه في رحلته المقررة إلى العراق وأفغانستان الأسبوع المقبل.