واصل قادة المقاومة الصومالية إعلان رفضهم لاتفاقية جيبوتي بشأن الاحتلال الإثيوبي، فيما أكد أحد كبار علماء الصومال بطلان هذه الاتفاقية وعدم جوازها شرعًا. وكان "الشيخ شريف شيخ أحمد" رئيس تحالف تحرير الصومال قد توصل إلى اتفاق مع الحكومة الصومالية في جيبوتي يقضي بخروج الاحتلال الإثيوبي واستبداله باحتلال دولي، وهو ما أثار غضب قادة التحالف الذين كان أغلبهم رافضًا لمفاوضات جيبوتي من الأساس. وفي هذا السياق، عقد الشيخ "حسن تركي"، الرجل الثالث في المحاكم الإسلامية، مؤتمرًا صحفيًا في مقر إقامته في جنوب الصومال أعلن فيه رفضه التام للاتفاقية الموقعة بين الحكومة والمعارضة بجيبوتي، مشيرا إلى أنها لا تخصه، مؤكدا عدم إمكانية فتح الحوار مع القوات الإثيوبية ولا الحكومة الانتقالية، وأكد استمرار القتال ضد القوات الأجنبية بدون تمييز وكل من يتعاون معها. وتأتي تصريحات تركي بعد يوم واحد من تصريحات نارية أطلقها شيخ حسن طاهر أويس الزعيم الروحي للمحاكم عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية أكد فيها رفضه اتفاقية جيبوتي. فتوى شرعية تؤكد بطلان اتفاقية جيبوتي: وفي السياق ذاته، أصدر العلامة الدكتور "عمر إيمان"، أحد كبار علماء الصومال، فتوى شرعية تقع في ثمانية صفحات باللغة الصومالية، أكد فيها بطلان الاتفاقية وأنها تخالف الشريعة الإسلامية، والمصالح العليا للشعب الصومالي. وبحسب شبكة "الصومال اليوم"، أشار الدكتور "إيمان" إلى أن قاعدة أخف الضررين لا تنطبق على هذه الاتفاقية حيث قال: هناك فرق في الإمكانيات العسكرية بين القوتين، انهزمت القوات الإثيوبية، أما القوات الدولية فهي قوات جديدة وستمكث في الصومال لمدة خمس سنوات وبعدها سترجع القوات الإثيوبية إلى البلد. وحول موقع قيادات تحالف تحرير الصومال التي وقعت الاتفاقية مع الحكومة الانتقالية ذكر أن طاعتهم أضحت محرمة فيما وقعوا فيه من الاتفاقية قائلا: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما وصف الحكومة الانتقالية بأنها حكومة مرتدة خارجة عن الإسلام لتعاونها مع الكافرين، بحسب رأيه. والدكتور "عمر إيمان" واحد من أهم المرجعيات الإسلامية في الصومال، وشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الشورى للمحاكم الإسلامية، ورأس اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة في إريتريا والذي تمخض عنه تأسيس تحالف تحرير الصومال منتصف العام الماضي. ومن جهتها، شكلت المقاومة الصومالية التابعة لتحالف التحرير لجنة علمية لدراسة بنود اتفاقية جيبوتي، وستجري اتصالات مع قيادات التحالف الموقعة على الاتفاقية، والقيادات الرافضة، ثم ستصدر الحكم الشرعي حيالها. شريف يحاول إقناع معارضيه بالاتفاقية: هذا، ويبذل "الشيخ شريف" جهودًا لإقناع القيادات المعارضة لاتفاقية جيبوتي بجدواه، وعبر اتصالات هاتفية مع القيادات الميدانية للمحاكم الإسلامية، حاول شريف امتصاص غضب المقاومة، بالزعم أن لديه ضمانات دولية بانسحاب الاحتلال الإثيوبي، وبأن سلاح المقاومة لن يمس. واعتبر شريف أن الاتفاقية تمثل تقدما هاما في التعجيل بإخراج القوات الإثيوبية، إلا أن قيادات المحاكم الإسلامية لم تقتنع بآراء شريف بسبب الصيغة الفضفاضة للاتفاقية، وخاصة البند الخاص بانسحاب القوات الإثيوبية، ونشر قوات دولية محلها.