تقدمت 15 سفارة أجنبية بطلبات الى وزارة الخارجية لنقلها من المعادي الى أحياء أخرى بعد قرار تبعية الحي الراقي الى محافظة حلوان الجديدة. وقالت السفارات الأجنبية إن اتفاقية جنيف الخاصة بالتممثيل الديبلوماسي بين الدول تقضي بأن تكون مقار السفارات داخل حدود العاصمة، أي القاهرة، وان التعديل الاداري الجديد يخل بهذه الاتفاقية. هذا على مستوى الأجانب والدبلوماسيين في مصر ..فماذا عن سكان المعادي..وكبف يشعرون ويتعاملون مع الواقع ، بعد القرار غير المبرر أو المفهوم حتى الآن؟! ردود أفعال سكان الحى الهادئ تباينت بين الرافض للقرار وبين من يجد أنه قرار شكلى تقول طالبة شابة تسكن بالمعادي: " أنا ممكن يجيلى اكتئاب لو بقينا تبع حلوان !!" فيما يقول ساكن آخر: إن نظام القبول بالجامعات لن يكون فى صالح منطقة المعادى حيث ستكون جامعة حلوان هى الأولوية بالنسبة لهم، وأضاف إن جامعة القاهرة تمثل أساس التعليم الجامعى فى مصر، وهى الأفضل على الإطلاق واصفا القرار بالظالم، واعتبرت أسماء إن المشكلة الوحيدة فى هذا القرار هى الإجراءات الحكومية حيث سيتعين تغيير الأوراق الرسمية من شهادة الميلاد وتراخيص السيارات وحتى لوحاتها لتصبح ملاكى حلوان بدلا من ملاكى القاهرة. ورأت أسماء التى تسكن فى منطقة دجلة بالمعادى إن الموضوع شكلى وليس به تغيير حقيقى، وترى ربة منزل تسكن فى منطقة زهور المعادى أن الهدف من القرار هو تقليل الضغط على الهيئات الحكومية التابعة لمحتفظة القاهرة بما يؤدى إلى الإسراع فى الإنتهاء من الأوراق الرسمية، لكن بخلاف ذلك تؤكد أن القرار لم يفرق معها فى شئ وان كان مظهريا شكله سئ لكنه عمليا أفضل، فيما يتساءل ساكن آخر : ماذا استفدنا من المعادى الجديدة اذا كانت المياه تنقطع بشكل مستمر كل يوم؟" ويقول "ايه يعنى المعادى .. لما نشوف هنعرف نسكن فين لما نتجوز". فى المقابل يرى سكان حلوان أن مدينتهم وحدها لا تصلح لأن تكون محافظة مستقلة كما تقول سوزان إحدى سكان حلوان، وتقول واحدة من ساكنات أحد الأحياء الراقية بحلوان:"المعادى ستايل.. الناس ممكن تكون ساكنة فى حوارى هناك لكنها فى النهاية تقع ضمن المعادى "، وتضيف أن النظرة الغالبة لحلوان هى أنها منطقة منخفضة المستوى الاجتماعي لكنها تضم مناطق جيدة ولهذا فسكانها مظلومون. هذا الاختلاف الكبير بين المنطقتين جعل بعض سكان حلوان يتركون فيلاتهم التى يملكونها فى حلوان ليسكنوا فى شقق فى المعادى بسبب مستواها الإجتماعى .. البعض الآخر لا يربطه بحلوان سوى مكان السكن فهو مرتبط بالمعادى يشترى منها كل احتياجاته ودائم التواجد فيها بدءا من المدرسة وحتى قضاء أوقات الفراغ التى يقضيها فى الكافيهات والمطاعم ودور السينما التى تزخر بها المعادى. يذكر أن المعادى وعلى مدار تاريخها عرفت بأنها من الأماكن المفضلة للأجانب الذين عاشوا فى فيلاتها الجميلة ذات الطابع المعمارى الخاص والحدائق الواسعة والأشجار الكثيفة التى أضفت شكلا جماليا على الحى الهادئ ، وكان الأجانب يعتمدون على الدراجات بشكل أساسى فى التنقل فى الحى قبل بناء الكبارى ، كما أنها وحتى الآن تحتضن العديد من السفارات الأجنبية والمدارس الشهيرة ، ولكن لا ينسى سكان المعادى أن بها مناطق شعبية مثل السوق البلدى ، وعرب المعادى ، وصقر قريش ، وهو الحال فى العديد من أحياء مصر الراقية.