في أول رد فعل أمريكي على الدعوة التي وجهها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الأربعاء (4/6) لإجراء "حوار وطني شامل"، ودعوة الدول العربية للتوسط في هذا الشأن؛ هاتفت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ليلة الخميس (5/6) عباس، وطلبت منه توضيحاً حول طرحه الجديد بإعادة تفعيل الحوار الوطني الفلسطيني. وقد جاء هذا الاتصال على خلفية معارضة الولاياتالمتحدة لإجراء السلطة أي حوار مع "حماس"، طالما أنها لا تلتزم شروط ما يسمى "الرباعية الدولية"، والخشية من حصول تحول في موقف عباس تجاه هذا الموضوع. وترفض "الرباعية الدولية" التي تضمّ إضافة للولايات المتحدةالأمريكية كلاً من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة إجراء حوار مع "حماس" ما لم تعترف بالكيان الصهيوني، وباتفاقات التسوية الموقعة معه، وتسقط حق المقاومة المشروع. وتعقيباً على مكالمة رايس مع عباس؛ هوّن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون مكورماك، من شأن الآراء التي تقول إنّ عباس خفّف من موقفه للحوار مع "حماس"، وقال مكورماك إنّ المبادرة اليمنية تدعو إلى الحوار شريطة أن تقبل "حماس" قيادة فتح واتفاقات فتح السابقة مع الكيان الصهيوني.. وقال مكورماك "لم تتغيّر شروطه (عباس) لأيّ محادثات مع حماس، ولم نلمس أي تغير على الإطلاق"، على حد تعبيره. ورأى مراقبون في اتصال "رايس" بعباس وفي تصريحات "مكورماك" تدخلاً سافراً في الشأن الفلسطيني الداخلي، ومحاولة مكشوفة لإفشال أي حوار من فلسطيني من شأنه إعادة اللحمة للصف الفلسطيني. يُذكر أن الحكومة الشرعية برئاسة إسماعيل هنية تجاوبت مع دعوة رئيس السلطة التي أطلقها للحوار. وقال إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني في خطاب له ألقاه مساء الخميس (5/6) بمناسبة نكسة يونيو "نرحب بدعوة الرئيس أبي مازن الداعية إلى إجراء حوار وطني شامل وننظر بايجابية إلى الروح الجديدة التي ظهرت في الخطاب". وأضاف هنية قائلاً "نؤكد أنّ يدنا ممدودة إلى أشقائنا في الوطن"، "مع تأكيدنا الاستعداد لإنجاز وإنجاح الحوار في أسرع وقت ممكن وإبداء المرونة اللازمة من الجميع"، وفق تأكيده.