أعرب وزراء خارجية مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الست والولاياتالمتحدة(6+2+1) - عقب اجتماعهم أمس في شرم الشيخ برئاسة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري -عن القلق البالغ حيال الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني خاصة في غزة . وأكد المشاركون علي أهمية استمرار المساعدات والدعم للشعب الفلسطيني غير أنهم أشاروا إلى أن ذلك يكون عبر دعم السلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس وحكومته في إشارة قوية للانحياز إلى حركة فتح ضد حركة حماس .. وحث وزراء الخارجية العرب الكيان الصهيوني علي الوفاء بجميع تعهداته السابقة في حين تعهدوا بدعم الجهود الرامية إلي تهيئة مناخ موات لتحقيق تقدم في المسارات الثنائية من أجل التوصل إلي ما اعتبروه تسوية عادلة وشاملة. كما أكد وزراء الخارجية التزامهم بحل الدولتين لإنهاء الصراع الصهيوني الفلسطيني موضحين أن الأساس لتحقيق تلك النتيجة يتضمن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي242 و338 و1397 و1515 ومبادرة السلام العربية وإنهاء الاحتلال منذ عام1967 وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا تعيش في سلام وأمن مع جميع جيرانها. وفيما يتعلق بالعراق أكد المشاركون مجددا سيادة ووحدة أراضيه والاستقلال السياسي والوحدة الوطنية للعراق وحرمة الحدود العراقية المعترف بها دوليا مشددين علي التزامهم بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للعراق. ودعوا إلي وضع نهاية لجميع التدخلات في العراق بما في ذلك عمليات الإمداد بالسلاح والتدريب للمليشيات والجماعات المسلحة التي تعمل خارج الإطار الحكومي. وفي الوقت الذي دعا فيه وزراء الخارجية العرب حكومة العراق إلي احترام التزاماتها فإنهم أكدوا أهمية ومدي الحاجة الملحة إلي تنفيذ المبادئ التي جري الاتفاق عليها خلال الاجتماع الوزاري في شرم الشيخ خلال شهر مايو2007 للدول المجاورة للعراق ومصر مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومجموعة الثماني. وطالب الاجتماع بحل جميع الميليشيات فورا وبوقف فوري لكل ما أسموه ب" أعمال الإرهاب" والعنف الطائفي في العراق التي تزيد من حدة معاناة الشعب العراقي. وعلى نفس السياق أجرى وزيرا الخارجية والحرب الأمريكيان كوندوليزا رايس وروبرت غيتس محادثات مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ومسؤولين آخرين في جدة ضمن إطار جولتهما في المنطقة. وقد بحث الجانبان الليلة الماضية تطورات القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة ومبادرة السلام العربية والأوضاع الراهنة في العراق والجهود المبذولة لاستئناف الحوار بين الأطراف اللبنانية. كما تطرقت المباحثات إلى الجهود المبذولة لمحاربة ما يسمى الإرهاب بجميع أشكاله إضافة إلى الملف النووي الإيراني. من جانبه أعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع رايس وغيتس عن ترحيب وتأييد بلاده لمؤتمر السلام الخاص بالشرق الأوسط الذي اقترح عقده بوش. وبشأن صفقة الأسلحة الأمريكية أكد الوزير السعودي أن بلاده تتسلح للدفاع عن نفسها وعن شعبها بسبب المخاطر المحدقة بالمنطقة. من جانبها زعمت رايس أن صفقة التسلح الجديدة للسعودية ودول الخليج هي لتأمين السلام في الخليج. مشيرة إلى أنه لا يوجد شيء في هذا الموضوع لأن التعاون الأمني موجود منذ عقود مع هذه الدول لكن التحديات الآن مختلفة. وفي سياق متصل قرر عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري طرح مشروع قرار لوقف صفقة لبيع أسلحة أمريكية إلى السعودية. وعلل النواب الأمريكيون معارضتهم لتلك الصفقة بكون السعودية في نظرهم ليست حليفة للعراق ولا لعباس وبأنها تدعم في المقابل حركة حماس ولا تزال في حالة حرب مع الكيان الصهيوني. وقد كشف عن تلك الصفقة التي تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار قبل يومين وتشمل أنظمة دفاع مضادة للصواريخ وأنظمة رادار للإنذار ووسائل دفاعية جوية وبحرية.
إلى جانب تلك الصفقة التي تمتد على مدى 10 سنوات تقدم الولاياتالمتحدة مساعدات عسكرية للاحتلال الصهيوني قيمتها 30 مليار دولار وأخرى لمصر بقيمة 13 مليارا. وتبرر واشنطن تلك الصفقات التي ستشمل دولا أخرى بالخليج برغبتها في توفير الأمن لحلفائها في المنطقة خاصة ضد إيران وأطراف إقليمية أخرى. وفي دفاعه عن تلك الصفقات قال أبو الغيط إن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر ودول الخليج قائمة منذ أكثر من عقدين مشيرا إلى أن هناك حاجة لضمان استقرار منطقة الخليج. على الصعيد الخارجي انتقدت ألمانيا صفقة التسلح التي تعتزم الولاياتالمتحدة إبرامها مع دول المنطقة خاصة السعودية واعتبرتها تناقضا في السياسة الخارجية الأمريكية. وقال منسق الحكومة الألمانية للعلاقات مع الولاياتالمتحدة كارستن فويت إن الخطوة الأمريكية تناقض خطابات واشنطن بشأن دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط مضيفا أنا أشك بقوة في أن يكون هذا القرار مناسبا فعلا للحد من نفوذ إيران في المنطقة. وأضاف المسؤول الألماني أنه قبل بضعة أشهر عندما ذهبت إلى واشنطن قالوا لي إن المشكلة الرئيسية لأمن الأمريكيين في المنطقة تكمن في غياب الديمقراطية والآن يتم تسليم أسلحة إلى دول مثل السعودية. من ناحية أخرى تصل وزيرة الخارجية الأمريكية عصر اليوم إلى القدس لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت وكبار المسؤولين الصهاينة تتناول جهود إحياء ما يسمى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط ودعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي في المنطقة. وقال دبلوماسيون ومسؤولون صهاينة إن واشنطن تسعى لإقناع الكيان بتوسيع نطاق محادثاتها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتتناول قضية الحدود وبعض المسائل الأخرى ذات الصلة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وأشارت المصادر إلى أن أولمرت مستعد لمناقشة هذه القضايا لكنها أكدت في الوقت نفسه غياب رؤية تفصيلية في الوقت الحاضر عن المدى الذي يمكن أن يذهب إليه أولمرت في هذا الاتجاه نزولا عند رغبة واشنطن بضرورة تقديم أقصى دعم ممكن لعباس. ومن المقرر أن يلتقي الاثنان على الأرجح الأسبوع المقبل في مدينة أريحا بالضفة الغربية. ومن المنتظر أيضا أن تجتمع رايس بعباس غدا الخميس في رام الله. في هذه الأثناء غادر عباس موسكو مساء أمس بعد زيارة لثلاثة أيام تلقى خلالها دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حسبما أكد المتحدث باسم السفارة الفلسطينية في موسكو أحمد صالح دون أن يذكر تفاصيل إضافية. وقد شدد عباس – خلال تواجده بموسكو - على أن تطبيع الاتصالات مع حركة حماس يمر عبر عودة الوضع في غزة إلى ما كان عليه سابقا رافضا إجراء أي حوار قبل أن تعترف حماس بذنبها – بحسب تعبيره -. من جهة أخرى تواصلت عودة المواطنين الفلسطينيين إلى قطاع غزة بعدما ظلوا عالقين على معبر رفح الحدودي بين القطاع والجانب المصري. فقد تمكن نحو 310 فلسطينيين من أصل 6000 من العودة إلى قطاع غزة مرورا بمعبر العوجة الواقع تحت السيطرة الصهيونية. وقد طلبت السفارة الفلسطينية بالقاهرة من الراغبين في العودة إلى القطاع تسجيل أسمائهم بأسرع ما يمكن لإحالتها إلى الخارجية المصرية للتنسيق مع الجانب الصهيوني بشأن عودتهم. وتطالب حماس بأن يسمح الكيان باستعمال معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر لعودة العالقين حيث تعتبر المعبر رمز سيادة وترفض استعمال نقاط صهيونية. كما تظاهر عشرات الأطفال عند الحدود مطالبين مسؤولي الأمن المصريين والفلسطينيين بإعادة فتح المعبر الذي أغلق منذ 9 يونيو الماضي عندما انسحب مراقبو الاتحاد الأوروبي في أجواء الصراع بين حماس وفتح في غزة.