حالة من الغضب والسخط تسود الشارع السوهاجي، جراء انقطاع الكهرباء عدة مرات وفترات طويلة على مدار اليوم، وبالرغم من ذلك فإن فاتورة الكهرباء تأتي كل شهر بلا انقطاع و"مولَّعة". ولانقطاع الكهرباء بسوهاج تأثيرات عديدة على المواطنين، فالطلبة لا يمكنهم متابعة دروسهم، لا سيما في الليل، وأصحاب الورش لا يمكنهم تسليم ما اتفقوا عليه من أعمال للزبائن، كما أن انقطاع التيار المتكرِّر يُتلف الأجهزة الكهربائية. وقد شكا المواطنون بسوهاج في حديثهم ل"مصر العربية" الانقطاع المتكرر في الكهرباء، الذي كان له أسوأ الأثر على حياتهم، وما زادهم غضبًا هو أن الفواتير تأتي آخر الشهر مرتفعة؛ ما يدفعهم للتساؤل: "كيف تأتي الفواتير عالية والكهرباء منقطعة عن بيوتنا؟". فيقول السيد متولي، عامل من قرية تابعة لمدينة جرجا بسوهاج: "انقطاع الكهرباء المتكرر مشكلة تواجهنا دائمً ويوميًا، وتسبب لنا عدة مشكلات؛ منها أن أجهزتنا الكهربائية فسدت، والشيء المؤلم أن أولادي طلبة، ولا يمكنهم المذاكرة، وهم في الصف الثالث الإعدادي، وفي الجامعة". وأضاف: "هذه المعاناة لا نعرف لها حلًا، وكانوا يضحكوا علينا في الإعلام ويقولوا إن "مرسي" بيصدَّر الكهرباء إلى غزة وإسرائيل.. طيب لما الحكومة فشلة ومش عارفين يمشوا البلد زي باقي الدول، يرحلوا ويجيبوا ناس تعرف توفر خدمات لينا، ولا إحنا مش مواطنين ودي مش بلدنا". وقال وسام موسى، فلاح: "أنا نفسي أسأل سؤال، لما الكهرباء بتقطع باستمرار عندنا، ليه الفاتورة مش بتقطع؟"، مضيفًا أن محصِّل الكهرباء كل شهر يأتي إليهم يحمل فاتورة مرتفعة، ومهددًا بالدفع أو الحبس. وتابع موسى: "هما مش فاضيين لينا، هما مشغولين بالاستفتاء والانتخابات والكراسي والمناصب، والمواطن الفقير يموت في (ستين داهية)" وتساءل البدري عبده، صاحب ورشة "كريتال": "ماذا أفعل! فأنا ملتزم بعقود وطلبات للزبائن، وأدفع يوميات للعمال ولا أستطيع أن أوفي بتلك الطلبات، والمشكلة ليست استثنائية وإنما مستمرة، ولا أعرف ماذا أفعل". من جهته، قال أحد المسؤولين عن الكهرباء بسوهاج، رفض ذكر اسمه، أن الانقطاع المتكرر للكهرباء في غالبية القرى بمركزي أخميم وجرجا ومدن أخرى، بسبب الصيانة الدورية للشبكات، وكلها أمور طارئة وفي طريقها للحل.