أحمد مهران : الدعاية ب"نعم" وإجبار المواطنين على الإدلاء بأصواتهم أبرز انتهاكات استفتاء الانقلابيين نفين ملك : غياب الشباب دليل يؤكد أن "دستور الانقلاب"صفحة من الماضى لا مستقبل لها يسرى حماد : الإقبال ضعيف وشبه منعدم في عدد من المحافظات بعملية الاستفتاء المزعومة درية شفيق : لم أتوقع سقوك 11 شهيد في يوم يسوقه الانقلابيون للتصويت على الاستفتاء وتصوره وكالات الأنباء سرحان سليمان: الاستفتاء الدموي للانقلابين فاق انتخابات مجلس الشعب المزوره عام 2010 كشف أحمد مهران -رئيس مركز "القاهرة للدراسات السياسية والقانونية"- عن انتهاكات فاضحة تم رصدها خلال اليوم الأول من الاستفتاء على دستور الانقلابيين. قال مهران - في مقابلة تليفزيونية: إن الدعاية لم تصبح أمام المقرات، بل صارت داخل لجان التصويت على استفتاء الدم، مضيفا أن من ضمن الانتهاكات التي تم رصدها مشاجرات بين المواطنين بسبب التوجيه إلى "نعم" و"لا"، وإجبار بعض المواطنين على الإدلاء بأصواتهم!. وأضاف مهران أن "الجيش يستخدم كل الوسائل للترويج ل"نعم" وكأنه في حرب وعداء لكل من يعارض الدستور"، موضحا أن الجيش والأمن يتعاملان بالقمع ضد من يروج ل"لا" ويقتل من يدعو للمقاطعة. وتساءل مهران قائلا: "من الذي صور عمرو خالد وهو يقترع ب(نعم)؟.. أليس ذلك مخالفا للقانون باعتبار أن هذا اقتراع سري مباشر؟!!"، مشيرا إلى أن صورة عمرو خالد تم استخدامها للترويج الديني ل"نعم". وأشار مهران إلى أن وسائل إعلام الانقلاب -من بينها موقع "اليوم السابع" و"أخبار مصر"- قالوا إن 50% ممن لهم حق التصويت- البالغ عددهم أكثر من 52 مليون- شاركوا بالأمس، أي حوالي 26 مليون، متوقعا أمام هذه الفجاجة في الكذب أن يتم إعلان النتيجة ب80% ل"نعم". فيما أكدت الناشطة الحقوقية نيفين ملك -عضو جبهة الضمير، نائب رئيس حزب الوسط، تعليقا على وثيقة الدستور الانقلابية المطروحة للاستفتاء حاليا- أن غياب الشباب الملحوظ عن العملية الانتخابية يؤكد أن هذه الوثيقة صفحة من الماضي ولا مستقبل لها. وفى سياق متصل قال د.يسري حماد - نائب رئيس حزب الوطن - إن أحد المسئولين المتابعين لعملية الاستفتاء على الدستور الانقلابي، أخبره بأن هناك تقارير واردة حتى الساعة الواحدة ظهر يوم الثلاثاء تتحدث عن ضعف الإقبال، مع شبه انعدام في 10 محافظات خاصة الصعيد، سيناء، مطروح. وأضاف حماد في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن الجولات التي قام بها أعضاء حزب الوطن في عدد من المحافظات لمتابعة الاستفتاء على الدستور، أكدت على أن الإقبال ضعيف جداً لدرجة أن بعض اللجان خاوية. وأشار إلى أن نسبة حضور المسيحيين كبيرة، كما أنهم يظهرون سعادة كبيرة بمشاركتهم في الاستفتاء، مضيفًا: "أتمنى لهم سعادة أكبر، لكن أتعجب لأنها فقط من أجل أنهم منعوا المسلمين من الاحتكام إلى شريعتهم كما يتحاكمون هم إلى شريعتهم". وتابع - نائب رئيس حزب الوطن- : "القنوات الفضائية والتلفزيون الحكومي: رجعت ريما لعادتها القديمة، معظم الضيوف من الفلول، عناوين الصحافة غدًا: الانتصار العظيم على الشعب الثاني، أو قل انتصار كثرة الأقلية على أقلية الكثرة"، مختتمًا تدوينته قائلاً: "لا تحزن، إن الله معنا، تفاءل بالخير، والله غالبٌ على أمره". 12 شهيد جريمة جديدة للانقلابيين وقالت الدكتورة درية شفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان-: إن أهم ما استوقفها بمشهد استفتاء الانقلاب باليوم الأول هو سقوط 12 شهيدا من المتظاهرين السلميين أثناء فض المسيرات بالقوة، معتبرة أن هذه جريمة لم تكن متوقعة فعلها اليوم، لأن الانقلاب يريد تسويقه على أنه يوم تصويت وانتخابات تصوره وكالات أنباء عالمية، وهذا ما تعلمه سلطة الانقلاب ولم تستطع قواتها من الجيش والشرطة ضبط المسألة ولو من باب عدم افتضاح أمرهم أمام العالم، ولكن فعلوها مما يعد دليل حماقة بل أكبر حماقة ووحشية رصدتها وكالات عالمية بالصوت والصورة، ولم تتورع هذه القوات عن القتل حتى في يوم تريد فيه تجميل وجهها أمام الخارج. الحماقة الثانية التي رصدتها "شفيق" هو أن الإقبال حتى قرب المغرب ما بين ضعيف ومتوسط، ومع ذلك تقول "اللجنة العليا للانتخابات" إن هناك إقبالا غير مسبوق هي وإعلام الانقلاب على طريقة ومنهجية الإعلام الكاذب لمبارك المخلوع تماما حيث كان يدعي أن التصويت بالملايين فيما اللجان فارغة من الناس، وهو كلام لا ينطلي على أحد، ولكن مسألة إقبال الناخبين يكتمل الحكم عليها باليوم الثاني. ولاحظت "شفيق" وجود أنباء متضاربة تعكس ارتباك حكومة الانقلاب؛ حيث أصدر مجلس الوزراء بيانا بإمكانية مد الانتخابات ليوم الخميس تغريرا وتضليلا بالرأي العام للزعم أن الإقبال غير مسبوق، ثم بعد ربع ساعة خرج نفس المتحدث وقال إنهم فهموا الأمر خطأ. ورصدت -أستاذ العلوم السياسية- أن سياسة القمع بدأت في اليوم الأول مبكرا كعادتها وبجرأة ووحشية ودون خوف من عقاب محتمل، فالخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل صرح لإحدى الفضائيات التي تروج للاستفتاء وللانقلاب بأن الشرطة والجيش لديهم تعليمات وأوامر مغلظة بالضرب في المليان، وليس فقط علي جمعة -المفتي السابق- الذي سبقه وقال "اضرب في المليان"، وهذا التصريح روج له محللون آخرون بعده، لذا فقوات الانقلاب لا تخشى عقوبة ولا حسابا، وسبق وأكد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في تسريب له يؤكد فيه حماية وتأمين الجندي من المساءلة ويوفر لهم الحماية. وأكدت ان أهم مشاهد اليوم الأول هو خروج الثوار مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب بنفس الزخم الثوري وبحالة ثورية عارمة ولا يثنيهم شيء عن هدفهم، ومعنوياتهم مرتفعة، والشباب العزل السلميون تقتلهم قوات الانقلاب بالشوارع ولا يتراجعون عن مواقفهم، مما يدل على أن إرادة الشعب لن تنكسر. وحول عودة رجال المخلوع مبارك والحزب الوطني المنحل، قالت "شفيق" إن فلول الوطني وحشدهم الجماعي للتصويت بنعم يعني عودة نظام مبارك بكل أركانه، بل إن منهم من يشرفون على صناديق انتخابية وهي عودة صريحة وقوية لهم، وما نشهده بعملية الاستفتاء نفس فلسفة مبارك وأيامه ولا نستبعد نتائج مشابهة لعهده مثل 90 % فأكثر! الاستفتاء فاق تزوير المخلوع أما المحلل السياسي د.سرحان سليمان فقال: إن الاستفتاء الدموي في اليوم فاق انتخابات مجلس الشعب المزوره عام 2010، فى الترويع للمواطنيين وعدم القدرة على مجرد التعبير عن آرائهم، وكان ذلك علنيا بعدم القدرة على رفض الاستفتاء سواء بالتعبير بوسائل، أو مجرد التحدث، وإلا سيتم القبض عليه واعتقاله. وأضاف: كمراقب وبنفسي زرت لجانا عدة، لم أجد سوى أعضاء حزب النور والحزب الوطنى المنحل وبعض من كارهى الإخوان، هم الموجودون، وبشكل عام الإقبال كان ضعيفا جدا بشكل ملفت، كما أنه تم اختراق قواعد الانتخابات أصلا فى تسيير مكبرات الصوت في الشوارع وبجانب اللجان، وفرق تدعو المواطنيين للتصويت بنعم، وتخويف الآخرين من التصويت بلا. وأشار إلى أن كل ما مر به اليوم الأول من إجراءات لم تحدث مسبقا فى الرغبة فى تزوير الاستفتاء وخروجه بنتيجة معينة، فهو يعد استفتاء من طرف واحد ولا يوجد ممثلون عن المعارض، فهذا الاستفتاء ليس له شرعية؛ لأن السلطة القائمة عليه غير شرعية مغتصبة للسلطة من ناحية ولإجراءاته الباطلة من ناحية أخرى، متوقعا ألا تخرج النتيجة عن حدود 15- 20% من المشاركين وهذا يعد رفضا لغالبية الشعب، ومن ثم الاستفتاء باطل.