على وقع دوي الانفجارات والغارات الصهيونية، بدأ اليوم الثاني للحرب الصهيونية على قطاع غزة وامتد القصف ليشمل بشكل أوسع إلى جانب المقرات الأمنية والشرطية والمؤسسات العامة، المنازل السكنية وورش حدادة ومستودعات أدوية والمؤسسات الإعلامية بكل قوة وشراسة، مخلفا المزيد من الدمار والدماء النازفة. ومع استمرار الغارات الصهيونية بوتيرة متصاعدة وشمولية الاستهداف لكل مظاهر الحياة في القطاع، أدرك الغزيون أنهم أمام عداون غاشم يستهدف إبادتهم وإبادة روح الصمود والكرامة لديهم، لا سيما أن العدوان بدأ يستهدف العائلات بأكملها ويبيد بعضها، ويعطل جانباً كثيراً من مظاهر الحياة الاعتيادية في القطاع.
الشمال: مسجد العقل ومجزرة بعلوشة
ففي محافظة الشمال، كان الحدث الأبرز استهداف مسجد الشهيد عماد عقل في مخيم جباليا ودون سابق إنذار، وتدميره بالكامل وتدمير منزل المواطن / أنور خليل بعلوشة المجاور للمسجد، ما تسبب باستشهاد خمسة من بناته جميعهن أطفال، فيما نجا الباقون بأعجوبة بعد أن تم انتشالهم من تحت الأنقاض.
واستهدفت طائرات الاحتلال سيارة مدنية في حي السلاطين ما أسفر عن استشهاد سائقها، كما تم تدمير ورشة حدادة في جباليا النزلة، إلى جانب استهداف منزل المواطنين سعيد عبد المجيد النادي وفارس أبو راس.
أما في مدينة غزة، فقد واصلت قوات الاحتلال جنونها، وقصفت الساعة السابعة مساءً منزل المواطن عبد الله توفيق حمدان كشكو, لينهار المنزل وتستشهد ابنته الطفلة ابتهال (7 أعوام), وزوجة أخيه ميساء (22 عاماً)، بينما أصيب الباقون بجروح وكانت إرادة الله أن يكونوا مجتمعين حول نار أوقدوها في أرض زراعية ملحقة بمنزلهم.
واستمرت قوات الاحتلال في حربها المجنونة على بيوت الله ودمرت هذه المرة مسجد البورنو "الشفاء" المجاور لمستشفى الشفاء بغزة، ما أدى إلى استشهاد مواطن بداخله، كما استهدفت موقف سيارات الشجاعية، ما تسبب في استشهاد مواطنين.
وتوالت الغارات حاصدة المزيد من الأهداف المدنية، فقصف منزل يعود لعائلة سلمى شرق حي الزيتون، وجرى استهداف مستودعات الوقود التابعة لفضائية الأقصى في غزة, وقصف برجي الأزهر والتعليم، وقصف ورشتي حدادة تعود ملكيتهما لعائلتي خواجة وأبو جهل, واستشهاد 3 مواطنين نتيجة القصف, وأكثر من 10 أهداف أخرى.
الوسطى: منازل وسيارات في دائرة الاستهداف
وكما غيرها من المحافظات، تكرر السيناريو في المحافظة الوسطى، فاستهدف الاحتلال منزلا لعائلة الشافعي في مخيم البريج, وسيارة مدنية في مخيم النصيرات ما نجم عنه استشهاد 3 مواطنين بينهم طفل، واستهدفت ورشة حدادة ومنزل المواطن طلال عيد وتدمير المنزل بالكامل, وإلحاق أضرار جزئية بالمنازل المجاورة، إلى جانب قصف مقر الشرطة البحرية في مخيم النصيرات.
خان يونس : الأطفال ومسجد القسام أهداف مستباحة
وفي خان يونس، كان الأطفال هدفاً للاحتلال فاستشهد طفل وأصيب آخر، وقصفت أربعة منازل وورشة وسيارة تابعة لسلطة الطاقة وتدميرها بالكامل.
وضمن الحرب على المساجد، قصفت طائرات الاحتلال مسجد عز الدين القسام في عبسان الجديدة ودمرته بالكامل.
رفح : مستودع أدوية وأنفاق تحت الضرب أما في رفح، فكان الأبرز قصف مستودع أدوية يعود للمواطن حسام أبو هاشم وتدميره بالكامل، واستهداف محلات تجارية لعائلة قشطة والاستمرار في استهداف مقار الأجهزة الأمنية وأي تجمعات للمواطنين، إلى جانب قصف الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية.
وخلال هذا اليوم بات أكثر من نصف مليون فلسطيني من طلبة المدارس، بكافة مراحلها الابتدائية، الإعدادية, والثانوية، وهم من الأطفال، محرومين من الوصول إلى مدارسهم.
حصيلة الشهداء
وقد بلغت حصيلة الشهداء في صفوف المواطنين لهذا اليوم 23 مواطناً، من بينهم 20 مدنياً. من بين الشهداء أربعة توفوا متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها خلال اليوم الأول للعدوان.
عمليات ومفاجآت
وبالرغم من شدة الضربات واستمرارها طوال ساعات النهار والليل، وعدم غياب عشرات الطائرات عن سماء القطاع، تأكد أن كتائب القسام، قد امتصت الضربة، ونجحت مجدداً في قصف عدد من المغتصبات الصهيونية، ب (20) صاروخاً من طراز "قسام" وصاروخي "غراد"، ووسعت مجال استهدافها في إطار ما أسمته بقعة الزيت لتطالب مدينة أسدود المحتلة، على بعد(32 كم).
وأقر الاحتلال بمقتل صهيوني وإصابة أكثر من 18 مغتصباً صهيونياً بجراح مختلفة، ووقوع أضرار مادية في العديد من المنازل والمنشآت الصهيونية نتيجة هذه الضربات.
كما واصلت الأجنحة العسكرية دورها، فأعلنت سرايا القدس، عن استهداف مدينة عسقلان بصاروخين من طراز "قدس"، وتفجير ثلاث عبوات ناسفة بقوة راجلة شرق دير البلح، فيما أعلنت كتائب أبو علي مصطفي وألوية الناصر عن قصف عسقلان بشكل مشترك بثلاثة صواريخ مطورة, كما قصفت مع كتائب الأقصى موقع الكاميرا صوفا شرق رفح بصاروخين، ولاحقاً عادت لتقصف النقب الغربي وعسقلان بخمسة صواريخ صمود.