نفى عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تقارير صحفية بوجود تنسيق بين إخوان مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتنفيذ اقتحام فلسطيني جديد للحدود المصرية، واعتبرها محاولة "للتغطية على الأحكام العسكرية بحق قيادات الجماعة". وقال الغزالي للجزيرة نت "لا يوجد تحالف تكتيكي بين إخوان مصر وحماس"، مشيراً إلى أن إخوان مصر يرتبطون بهم "كما يرتبطون بإخوان 70 دولة"، ومؤكداً أن "المسائل الفلسطينية متروكة للأشقاء في حماس لأنهم أدرى بها".
وأكد الغزالي أن إخوان مصر يصرون على مطالبة الحكومة المصرية بلعب الدور المنوط بها وتحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين المحاصرين في غزة، سواء فيما يتعلق بالاتصالات الدولية أو فتح معبر رفح وضرورة وقف الحملة الإعلامية الحكومية ضد حركات المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى توقيت نشر صحيفة الأهرام الحكومية لتفاصيل "الخطة المزعومة"، وقال "إنها نشرت بالتزامن مع إصدار الحكم ضد شرفاء هذا الوطن من رجال الأعمال وأساتذة الجامعات المنتمين للإخوان"، مبيناً أن "الحكومة تريد خفض الغضب الكبير في الشارع المصري".
وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد اقتحموا الحدود المصرية يوم 23 يناير/ للتزود بالوقود والسلع، وسبق الاقتحام تظاهرات واحتجاجات نظمتها جماعة الإخوان في مصر وصلت ذروتها قبيل الاقتحام بيومين.
وعلق المستشار السياسي لمرشد الإخوان على ذلك بأن ما حدث في يناير بأنه كان تحركا عفويا من الشعب الفلسطيني المحاصر، مؤكداً أن الجماعة لم تنسق "مع ال700 ألف فلسطيني الذين عبروا الحدود"، ومعتبراً أن مظاهرة الإخوان أمر طبيعي وليس بجديد عليهم أن يتفاعلوا مع قضاياهم العربية والإسلامية.
وأقر الغزالي بوجود اتصالات مستمرة بين جماعة الإخوان في مصر وبين حركة حماس، لكنه قال إنها اتصالات لتقديم المشورة وتبادل وجهات النظر، وأضاف "نؤكد دائما في اتصالاتنا مع حماس أننا ضد أي إجراء أو خطة لا تتم بعلم السلطات المصرية"، موضحاً أن الجماعة تنصحهم دائما "بالحفاظ على الهدوء في منطقة الحدود ومواصلة المفاوضات والمباحثات مع الجانب المصري حتى يستجيب بفتح معبر رفح".
وكانت صحيفة "الأهرام" الحكومية الرسمية نشرت أمس ما وصفته "بخطة جديدة وضعتها حركة حماس لاقتحام الحدود المصرية"، وأشارت الصحيفة إلى اتصالات بين حماس والإخوان تتولى بمقتضاها الجماعة قيادة حملة سياسية وإعلامية داخل مصر, تشمل الدعوة إلى تنظيم مسيرات ومؤتمرات لإحراج الحكومة, ومنعها من صد هجوم حماس على القوات المصرية, واقتحام الحدود.
وشددت مصر من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع غزة في أعقاب تصريحات منسوبة لبعض قادة حماس هددوا فيها باقتحام الحدود المصرية من جديد للتزود بالسلع والوقود.
وقالت "الأهرام" إن "خطة حماس" تشمل أولا قصف المواقع المصرية بقذائف الهاون, ثم إطلاق نيران الرشاشات على الجنود المصريين، ثم القيام بعملية التفاف خلف التحصينات المصرية عبر الأنفاق, بالإضافة إلى تفجير بعض هذه التحصينات عبر تلغيم الأنفاق العابرة من أسفلها، ويترافق هذا مع تفجير الجدار الحدودي لمنع مصر من صد مجموعات من أهالي غزة تعتزم حماس الدفع بهم لاجتياز الحدود.
مظاهرات للجماعة
وعلى الصعيد نفسه فقد تظاهر آلاف الطلاب من جماعة الإخوان المسلمين في عدة جامعات مصرية احتجاجا على أحكام السجن بحق 25 عضوا بارزا في الجماعة، على رأسهم الرجل الثالث في قيادة الجماعة خيرت الشاطر.
ففي جامعة القاهرة تظاهر نحو ألفي طالب وعدد مماثل في جامعة الأزهر, مطالبين بإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وخلال المظاهرة اشتبك الطلاب بقوات الأمن, ما أدى إلى إصابة خمسة طلاب بجروح طفيفة. كما مزق جنود يرتدون زيا مدنيا قميص مصور وكالة رويترز أثناء محاولتهم انتزاع آلة التصوير منه خلال تغطيته لمظاهرة الطلاب أمام جامعة الأزهر.
وفي محافظة الدقهلية شمالي القاهرة اشترك نحو ألف من طلاب الإخوان في مظاهرة بجامعة المنصورة, انضم إليها عدد من أساتذة الجامعة، ورفع المتظاهرون لافتات تنتقد الأحكام العسكرية, ورددوا هتافات مناوئة للحكومة ومناهضة لقانون الطوارئ.
كما خرج مئات من طلاب كلية الهندسة في محافظة المنوفية بدلتا النيل في مظاهرات رفعوا خلالها صور محمد علي بشر الأستاذ بالكلية وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان الذي صدر بحقه حكم بالسجن ثلاث سنوات، واستمرت عناصر شرطة مكافحة الشغب في الانتشار في محيط حرم الجامعات بعد انتهاء المظاهرات.