قالت مصادر فلسطينية إن تغييرات قيادة المخابرات المصرية عقب الانقلاب وتعيين اللواء «محمد التهامى» وكذا العلاقة الفاترة باستخبارات الجيش؛ أدت إلى تجميد قيادة المخابرات الجديدة للعلاقات مع حماس وفجرت الخلاف معها وأبقت على شعرة معاوية فقط فى العلاقات التى تقلصت إلى الاتصالات الهاتفية التى تتهم حماس بدعم الإرهاب فى سيناء! وتزامن هذا مع قرار بإحالة عشرة من أكفأ ضباط المخابرات العامة للتقاعد بسبب مناهضتهم الانقلاب وامتلاكهم أدلة تدين السيسى وتسريح أكبر عدد من ضباط الجيش فى سابقة لم يشهدها الجيش المصرى من قبل بعدما صدر قرار بإحالة عشرة من وكلاء المخابرات العامة إلى التقاعد. وصرح مصدر سيادى بأن النشرة الدورية لجهاز المخابرات العامة، صدرت بإحالة عدد من الضباط إلى التقاعد لبلوغهم سن المعاش القانونية بناء على طلبهم، وهو ما أثار الاستغراب أن يتم ذكر سبب التقاعد (بناء على طلبهم) فى القرار الجمهورى الخاص بذلك! وقالت المصادر إن هوة الخلاف بين حركة حماس وسلطة الانقلاب تزداد يوما بعد يوم بعد التغيير الذى أجراه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والحاكم الفعلى لمصر، على جهاز المخابرات العامة المصرية، وعين بموجبه مُعلِّمه وأستاذه رئيس المخابرات الحربية السابق قبل السيسسى «محمد التهامى»، الذى اتهم فى عهد الرئيس «مرسى» فى قضايا فساد لم يعرف أين ذهبت نتائجها. وأشار مراسل«نيويورك تايمز» «ديفيد كيركباتريك» فى تقرير نشره فى 30 من أكتوبر 2013 تحت عنوان: «عودة الجنرال المخلوع عدو الإسلاميين» لأنه -التهامى- من «أكثر المدافعين عن الحملة القمعية القاتلة الحالية» فى مصر وعدو للإسلاميين داخل وخارج مصر. وقالت المصادر الفلسطينية إن الاتصالات اليومية مع ضباط المخابرات المصرية لا تتعدى حاليا الحديث عن خرق مصرى على الحدود، بالإضافة إلى عمليات تنسيق السفر خلال فتح منفذ رفح البرى، وفى بعض الأحيان بشأن الحديث عن تهديدات الأمن المصرى، على خلاف ما كان فى عهد الرئيس «مرسى»، وإن قادة حماس ارتبطوا بعلاقات جيدة مع فريق المخابرات السابق المتمثل فى الوزير «رأفت شحاتة» مدير الجهاز، وباللواء «نادر الأعصر» مسئول ملف فلسطين فى المخابرات، وقيل إن الرجلين كانا قد تلقيا أوامر من الرئيس «مرسى» تعطيهم الحديث بحرية أكثر مع حماس فى ملفات سياسية، علاوة على ملفات الأمن، طوال فترة توليهما منصبيهما بدءا من أغسطس عام 2012 حتى الانقلاب وعزل الرجلين. وفى ظل تولى اللواء «التهامى» لم يجر تجديد إقامة الدكتور «موسى أبو مرزوق» نائب رئيس المكتب السياسى لحماس فى مصر، والتى كانت تعطى للرجل منذ خروج قادة الحركة من سوريا على مسئولية جهاز المخابرات، ولم يعلن عن عقد الجهاز أى لقاءات مع مسئولى حماس، على خلاف ما كان قائم، وظل بحسب ما تقول حماس جهة الاتصال بينهما الحديث الهاتفى بعيدا عن اللقاءات الشخصية. ولم تُخفِ حماس الخلاف حين تحدثت عن تدخل أجهزة أمن عربية بينها المخابرات العامة المصرية وجهاز أمن الدولة (الأمن الوطنى) فى المشاركة فى مخطط لضرب الاستقرار الأمنى بغزة.