علق الكاتب الصحفي ديفيد إغناتيوس، على اضطراب العلاقات المصرية الأمريكية منذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي، منوها إلى أن هذا الاضطراب لا يعني تراجع التعاون بين أجهزة المخابرات المصرية والأمريكية. وذكر الكاتب في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ما قاله محمد فريد التهامي، مدير جهاز المخابرات العامة في مصر، بأنه "لا تغيير" في علاقة منظمته مع أجهزة المخابرات الأمريكية رغم تأخر بعض شحنات الأسلحة الأميركية إلى الجيش المصري والحديث عن الاتصالات العسكرية المصرية الجديدة مع روسيا. ونقل إغناتيوس عن التهامي أن التعاون بين الخدمات في البلدين الصديقتين بعيدا تماما عن السياسة، منوها إلى أنه في اتصال دائم مع رئيس جهاز المخابرات الأمريكية جون برينان. وأشار الكاتب إلى أن هذه العلاقة الشقيقة تعد ارتداد إلى نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك حيث كان عمر سليمان هو رئيس المخابرات آنذاك وكان هناك تركيز متبادل بشأن قضايا مكافحة الإرهاب التي أسهمت في عزلة مبارك عن شعبه وصدام الولاياتالمتحدة من الإطاحة به في ثورة 2011. ونوه إغناتيوس إلى أن أول التحركات التي اتخذها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بعد "الانقلاب" هو إعادة التهامى من التقاعد إلى موقع المخابرات وهو ما اعتبره الكاتب "العودة إلى المستقبل" في مصر الجديدة الأمر الذي وضح فيما صرح به التهامي بأن قوة الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية "استعادت بعض من قدراتها المهنية السابقة" من خلال إعادة توظيف المسئولين السابقين الذين أقالهم مرسي. وذكر إغناتيوس أن التهامى كان يشغل وظيفة حساسة في إدارة سلطة الرقابة الإدارية، هيئة مكافحة الفساد، خلال عهد مبارك، ما أتاح له الوصول إلى الأسرار الأكثر حساسية للنظام لذلك يرى النقاد أن وضعه في مثل هذا المنصب سيمكنه من إخفاء المخالفات المالية في عهد مبارك وهي التهمة التي ينكرها أنصاره. وقال التهامي لإغناتيوس إن بعض الخلايا التابعة للقاعدة تحاول ترسيخ نفسها في سيناء ، مشيرا الى جماعة أنصار بيت المقدس , ومنوها إلى أنه ليس هناك دليل على وجود اتصال مباشر بين جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة أو قائدهم أيمن الظاهري لان الاتصال يأتي من خلال الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعية لذلك أصبحت القاعدة أيدولوجية أكثر منها تنظيم. وأكد التهامى أن الهجمات الإرهابية من المرجح أن تستهدف المصادر الرئيسية للدخل الأجنبي في مصر مثل السياحة وقناة السويس والاستثمار الأجنبي ولهذا السبب يجب على الخدمات الأمنية والعسكرية توفير حماية خاصة لهذه القطاعات. وأوضح التهامي أن خارطة الطريق الحالية لن تستثني أحدا من المشاركة في العملية السياسية. وأكد الكاتب أن السماح بمشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية سيكون أحد الاختبارات الرئيسية للحكومة المصرية الجديدة لذلك يدعم التهامي تلك الفكرة. وأعرب التهامي عن قلقه البالغ إيذاء الأوضاع غير المستقرة في ليبيا وسوريا.