عجوز حالم بالرئاسة ليهرب من المحاكمة على مذابح ارتكبت فى أثناء وجوده شريكا فى السلطة، ومؤسسة دينية خرجت عن دورها ومسارها الروحى الذى تنص عليه نصوصها المقدسة ليظفر سدنتها بمكاسب دنيوية سياسية ومادية، هذا هو ملخص حالة «اللف والدوران» التى تلعبها الكنيسة الأرثوذكسية مع الفريق سامى عنان قائد أركان الجيش سابقا والعجوز الحالم برئاسة مصر الذى تحول لمادة ساخرة ومسخور منها على مواقع التواصل الاجتماعى. اللف والدوران بين الكنيسة وسامى عنان بدأ منذ اللحظات الأولى لرغبة الرجل فى الترشح للرئاسة، وهى الرغبة التى أعادته للمشهد بعد شهور من الاختفاء عقب إقالته من منصبه وجعلته مرتبطا ولو بشكل لم يثبت حتى الآن بالتسجيلات المسربة للفريق السيسى. سامى عنان بحث عن جهات ومؤسسات تدعمه فى تحقيق نواياه الرئاسية فتوجه للكنيسة مدركا أن دورها فى الانقلاب العسكرى جعلها من أهم الفاعلين السياسيين فى مصر، اتصل على الفور بالأنبا «إرميا» أشهر مرشحى كرسى البابوية قبل أن يخطفه منه تواضروس. عنان حاول استشراف نوايا الكنيسة فى حال ترشح للرئاسة ويبدو أن الأخيرة وجدتها فرصة للحصول على مزيد من المكاسب السياسية فى هذه الحقبة النكدة من تاريخ مصر، عبر تسريب أنباء لقاءات قياداتها مع سامى عنان بهدف ابتزاز الانقلابيين أكثر وأكثر حتى "تحلبهم حلبا"! بالفعل أخبر إرميا الفريق سامى عنان أنه سيدعمه فى إقناع الكنيسة بالتفكير فى دعمه بل وبعدها أخبره بأنه أعد مخططا لتنظيم حملة دعائية وترويجية له وسط جموع المسيحيين طالما أن المعلن حتى الآن هو أن الفريق السيسى لا ينوى الترشح للرئاسة! إرميا أكد ل"عنان" أنه اتفق مع رجل أعمال قبطى على " رعاية وتمويل" تلك الحملة الدعائية وتم بالفعل تخصيص مبلغ مالى ضخم لشراء مستلزمات الحملة. حتى الآن لا يوجد طرف من الطرفين "الكنيسة وسامى عنان " يثق فى الطرف الآخر لعدة أسباب أهمها هو أن جموع الأقباط ينظرون لقائد الأركان السابق على أنه متورط فى مذبحة ماسبيرو، ويشار إلى أن عدة لقاءات جمعت بين سامى عنان وقيادات كنسية فى كنائس كبيرة بالقاهرة منها كنيسة بشبرا وأخرى بالجيزة. والغريب أنه رغم مناخ عدم الثقة ذلك إلا أن إرميا أخبر عنان بأنه رتب له موعدا مع عدد من القيادات الكنسية المؤثرة فى يناير المقبل.