مجدى حسين: الرصاصة هى أقصر الطرق للجنة.. وروسيا والصين نصحتا مرسى بالتخلص من التبعية قبل التعاون أقامت أمانة حزب الاستقلال بمركز التل الكبير بمحافظة الاسماعيلية، ندوة لتأبين شهيد الحزب حسن العرينى ابن التل الكبير الذى ارتقى على اثر مشاركته فى مليونية "الشعب يسترد جيشه" المعروفة اعلاميا باحداث مجزرة رمسيس الثانية فى 6 اكتوبر الماضى. كان الشهيد حسن العرينى -19 عاما- الطالب بالفرقة الثانية بكلية السياحة والفنادق بجامعة قناة السويس، قد قدم الى القاهرة مع مجموعة من اعضاء الحزب للمشاركة فى مليونية "الشعب يسترد جيشه"، حيث التحق بالمسيرات الزاحفة صوب ميدان التحرير، الا ان رصاصات جيش كامب ديفيد اغتالته فى اطار المجزرة التى ارتكبتها فى الذكرى الاربعين لنصر اكتوبر 1973. حضر التأبين مجدى حسين رئيس الحزب وشريف بركات أمين الحزب بالاسماعيلية والحاج سيد العرينى والد الشهيد حسن، والمجاهد أحمد صابر عضو الحزب بالتل الكبير الذى أصيب فى أحداث مجزرة المنصة، ولفيف من قادة الحزب بالاسماعيلية. وقال شريف بركات أمين حزب الاستقلال بمحافظة الاسماعيلية، ان تأبين الشهيد وان تأخر بعض الشيء الا انه دلالة على ان الشهيد سيظل مخلدا فى ذاكرتنا ولن ننساه، واننا عازمون للثار من قتلة الشهداء، حتى يتحقق الهدف الاسمى الذى استشهد من اجله الشهيد حسن العرينى. وأضاف بركات ان الحزب اذ ينعى ببالغ الاسى والحزن شهيده الشاب، الا ان دم الشهيد يستوجب على الحزب واعضائه المضى قدما فى الطريق نحو تحرير مصر من الانقلابيين وتخليصها من العبودية للحلف الصهيونى الامريكى، مؤكدا ان محنة الانقلاب تحولت الى منحة ساهمت فى تمييز الخبيث من الطيب، والوطنيين من العملاء الخانعين، وان حزب الاستقلال كعهده دوما سيرفع لواء الجهاد ضد الحلف الصهيونى الاميركى واتباعه واذنابه فى مصر وعلى رأسهم قادة جيش كامب ديفيد الذى قتل وحرق ابناء مصر ومن ضمنهم الشهيد حسن العرينى الذى قتل على ايدى جيش عبيد امريكا فى الذكرى الاربعين لنصر اكتوبر الذى حققه جيش سعد الشاذلى والجمسى وعبدالمنعم رياض. من جانبه، أعرب والد الشهيد عن عدم حزنه بارتقاء ابنه شهيدا فى سبيل الحق، رغم لوعة الفراق التى تعتصر قلبه، الا ان نجله الشهيد تربى على الوقوف فى صف الحق والجهاد ضد الظلم والاستبداد، مشددا انه قطع عهدا على نفسه بمواصلة الطريق المخضب بدماء الشهداء الذين تخطى عددهم الالاف بالاضافة للعشرات الاف المصابين والمعتقلين داخل سجون الانقلابيين. فيما تقدم مجدى احمد حسين رئيس حزب الاستقلال بخالص العزاء والتهنئة فى نفس الوقت الى اسرة الشهيد حسن العرينى شهيد الحزب بمركز التل الكبير بمحافظة الامساعيلية، مؤكدا ان الرصاصة التى يخوفوننا بها هى اقصر طريق الى الجنة، وان صبر والد الشهيد ووالدته له ثواب كبير عند الله والاحتساب والصبر عند الصدمة الاولى انما الصبر عند الصدمة الاولى فالاسرة التى تحتسب ولدها عند الله ثوابها كبير. وقال حسين ان الشهيد يعلمنا الا نخشى فى الله لومة لائم وان نقول الحق ولو كان السيف على الرقاب وهذا المعنى اكد عليه الحزب دوما فى تظاهرات الازهر فى عهد المخلوع مبارك. واشار الى ان الحبس فرصة للاعتكاف وكما قال احد الأئمة: "حبسى اعتكاف وقتلى شهادة ونفيى سياحة" فالسجن رغم قسوته فانه غالبا ما يكون فرصه للتفقه فى الدين والسر فى عدم انتهاء تنظيم جماعة الاخوان هو ان السجن فى عهد عبدالناصر كان فرصة للحفاظ على التراث الفكرى للجماعة وما ان خرجوا من السجن حتى كانت قياداتهم قد حفظت عن ظهر قلب فكر وتراث الجماعة فأفرغوه فى عقول شباب الجامعات المحبين للتيار الاسلامى، فالسجون ليست تضييع وقت بل هى فرصة لتصنيع الرجال. وتابع: "فى الحقيقة ان اخطر أضرار التظاهرات ليست الموت او السجن، فالموت شهادة والسجن كما اوضحنا فرصة للاعتكاف والتفقه وتصنيع الرجال، لكن الاخطر هو الاصابات التى تترك من يصاب بها معذبا باصابته، وان كانت هذه الاصابة لها ثواب كبير ايضا فاذا كانت الشوكة التى يشاكها المؤمن له بها صدقة فما بالنا بالاصابة اثناء الجهاد فى سبيل الله، فكلها ثواب وتكفير للذنوب." وأكد رئيس الحزب ان الانقلاب لن يستقر لكنه طال والنصر تأخر لعدة اسباب اولها انه لابد للثورة فى موجتها الثانية ان تحقق مالم تحققه فى موجتها الاولى، فالوقع ان العسكر خدعونا برحيل المخلوع مبارك، وسلمنا الحكم الى العسكر وهم ذراع مبارك اى اننا سلمنا انفسنا الى دولة مبارك، فالحل يكمن فى تطهير كافة المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة العسكرية مع ضرورة الاخذ فى الاعتبار ان امريكا واسرئيل هم من يقف خلف هذه المؤسسة ووراء هذا الجيش المسلح امريكيا. وطالب حسين بضرورة تطهير مصر من الوجود الامريكى وعلى راس ذلك الغاء كامب ديفيد، فهذا هو بداية طريق التحرر وليس اسقاط مبارك وترك القواعد والتسهيلات العسكرية الامريكية، مشيرا الى ان اول قرار اتخذه مبارك عقب توليه السلطة كان منح المخابرات الامريكية فى التحرك بحرية على ارض مصر واعطائها كامل الحصانة، لهذا وخلال 30 عاما لم نجد قضية تجسس واحدة متهم فيها امريكيون، وعندما القى القبض على المتهمين الامريكيين فى قضية التمويل أفرج عنهم المجلس العسكرى بطريق غير قانونى يؤكد ان لا سيادة لمصر على اراضيها، ثم انبرى الاعلام ليدافع عن تلك الخطوة قائلا ان امريكا هددت بضرب مصر وقناة السويس اذا لم تفرج عن المتهمين، بل ان مصطفى بكرى قال ان امريكا هددت الجيش المصرى بالحرمان من قطع الغيار العسكرية فيتحول الجيش الى خردة وهذا عذر اقبح من ذنب، فهل هناك أدلة أكثر من ذلك على اننا عبيد وتابعين لامريكا؟! واضاف حسين ان الخطا الرئيسى لجماعة الاخوان هو الموقف من كامب ديفيد، فنحن فى حزب الاستقلال نريد تطهير جيش مصر الأمريكى التمويل والتكوين وهذا هو التحدى الاكبر وطالما اننا دخلنا المعركة فلن نعود الى الخلف لاسيما بعد ان سقط شهداء بالالاف، فهذه الدماء لم تسقط لنغير السيسى بالعصار فهذا الجيل من العسكر كلهم فسدة لانهم تربوا فى امريكا، لكن هذه الدماء يجب ان تكون فى سبيل تحرير مصر من التبعية وهو ما يزيد من حجم الحشد والتعبئة فى المظاهرات بشكل اكبر واسهل، فكل مشاكل الفقر والجوع والمرض فى مصر مرتبطة بالتبعية للحلف الصهيونى الامريكى، ولو اننا حاكمنا مبارك ويوسف والى على تسميم الشعب بالسرطانات وليس على قضايا تافهة لاستوجب علينا قطع العلاقات مع امريكا واسرائيل، وهذا يفسر السر فى عدم محاكمة العسكر لمبارك على تلك القضايا، بالاضافة للدور الذى تلعبه الفضائيات الممولة امريكيا باموال الخليج من غسيل مخ اعلامى عكسى. وأردف: "المواقف تتضح يوما يعد الاخر، وهذا الانقلاب يطرح قضية هامة جدا وهى انه آن لمصر ان تستقل، فمصر ليست كغيرها من الدول، لانه عبر التاريخ اما ان تكون مصر دولة عظمى، او تحتلها دولة عظمى، والحروب الصليبية على الاسلام انتهت بتدخل مصر، وحتى الحروب العالمية مرت بمصر." وفجر حسين مفاجاة بقوله انه عندما ذهب مرسى الى الصين وروسيا طالبا العون فى الاستقلال عن امريكا، اجابوه بنفس الرد تقريبا، وهو ان مصر تابعة لأمريكا وان الدول العظمى لها خطوط حمراء ومناطق نفوذ فيما بينها لاتتخطاها مهما كانت المشاحنات فيما بينها، وانه اذا اردت مصر الاستقلال فعليها ان تعتمد على نفسها للتخلص من التبعية الامريكية وبعدها قد يكون فى استطاعة تلك الدول مساعدتها فى تلمس الطريق، لهذا يجب التركيز على ان يكون تحرير مصر من التبعية هو الهدف المقدس، وترحيل هذا الهدف الحقيقى هو سبب تاخر النصر. ودعا حسين الى ضرورة تكثيف التظاهرات النهارية فى وسط القاهرة وعدم الاكتفاء بالتظاهر فى المحافظات التى كانت خطوة جيدة تجنبا للصدام الدموى مع ميلشيات الانقلاب، كما شدد على ضرورة تشجيع الاضرابات العمالية بالمصانع والموانئ مؤكدا انها هذه جبهات يجب ان نعمل عليها فى الموقف السياسىى او فى اساليب العمل التكتيكى لاسقاط الانقلاب الذى لا مستقبل له. وحول قانون التظاهر، اوضح حسين ان القانون دليل جديد على القصور العقلى للقائمين على الانقلاب الذين اعتقد ان هذا القانون سيكون عاملا فى تخويف المتظاهرين او انه سيضفى شرعية قانونية للقمع، فى حين ان قمع التظاهرات يساهم فى التعبئة والحشد بشكل اكبر، فكثرة المضطهدين علامة من علامات عدم الاستقرار، منوها ان تمثيلية انسحاب الشرطة يوم 28 يناير كانت خطة لنشر الفوضى لضرب مشروع توريث الحكم لجمال مبارك الذى كان يلاقى رفضا من العسكر، واتضح ان قيادة الجيش رأس الافعى هو من يقف خلف تلك الخطة باوامر الى ابتاعهم بالداخلية لاقتحام السجون وحرق الاقسام وليس الاخوان كما يشيع الاعلام الانقلابى. والد الشهيد