في ذكرى انتصار6 أكتوبر، خرج الشهيد حسن سيد العرينى –19 عاما– عضو حزب العمل بالتل الكبير بالإسماعيلية، فى المظاهرات المؤيدة للشرعية التى دعا لها التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، لكنه لم يكن يعلم أن غدر وخسة الانقلابيين فى انتظاره، إذ قتلته ميليشيات جيش كامب ديفيد فى مجزرة رمسيس الثانية. على أيدى قوات الانقلاب العسكرى. وفى منظر مهيب، شيع أهالى التل الكبير شهيدهم فى جنازة شعبية حاشدة، وهتف المشيعون ضد حكم العسكر والانقلاب الدموى الغاشم، وقامت قوات الانقلاب باعتقال عدد من أقارب الشهيد وأصدقائه ومنهم الدكتور عمر العرينى عم الشهيد وسامح حسن وسعيد دياب ورفعت عبدالسلام فى الساعة الثالثة فجرا، وتم إيداعهم فى سجن المستقبل بالإسماعيلية، وذلك عقب عودتهم من تشييع جثمان الشهيد. لم يتخلف الشهيد الذى كان طالبا بالفرقة الثانية فى كلية السياحة والفنادق بجامعة قناة السويس، عن أى من المظاهرات المناهضة للانقلاب الدموى، حيث شارك فى المسيرات المؤيدة للشرعية بالإسماعيلية، فى اعتصام رابعة العدوية، ما عرضه للموت أكثر من مرة فى أكثر من موقف، وأصيب بطلقات خرطوش فى أحداث رمسيس 16 أغسطس، ولم يثنه ذلك عن الرجوع أو التوقف عن نضاله ضد الحكم العسكرى المنقلب على الشرعية المنتخبة. ويقول والد الشهيد الحاج سيد العرينى: "كان ابنى يأتى إلىّ ويحكى لى ما حدث معه فى المظاهرات، وفكرت فى منعه من الخروج خوفا عليه، ولكننى لم أمنعه لأنى أعلم أنه على صواب، كما أن ما يفعله يعتبر كلمة حق فى وجه سلطان جائر". وأضاف والد الشهيد حسن أن ابنه كان يتمنى الشهادة وكان يدعو الله أن يجعله شهيدا، وعندما خرج فى يوم 6 أكتوبر من الإسماعيلية كان سعيد جدا، واشترى ملابس جديدة، وتعطر، وكان يقول إنه ذاهب ليموت من أجل مصر". وأشار والد الشهيد أن تقرير الطب الشرعى ذكر أن سبب الوفاة نتيجة طلق نارى فى الفخذ خرج من البطن، وهو ما يصعب تصديقه، وقد عكس التقرير الحقيقة؛ فالطلقة ضربت فى البطن وخرجت من الفخذ، وقد قتله القناصة فى شارع رمسيس فى مجزرة 6 أكتوبر. وقال أنس صديق الشهيد حسن والذى كان معه فى مظاهرات 6 أكتوبر برمسيس إن القناصين اعتلوا مبنى السكة الحديد وكانت هناك طائرة حربية أيضا بها قناصة وتم قنص الشهيد حسن من هؤلاء القناصين. وقال أنس إنه كان يجلس معه فى التل الكبير قبل استشهاده وكان يزعجه الأصوات التى سحقها العسكر ببيادته، وكان يطلب الشهادة من الله دوما فى حديثه معه وفى أحداث 6 أكتوبر الاخيرة، مشيرا إلى أن الشهيد كان صائما يوم المجزرة، لكنه رفض الإفطار واستشهد ليلقى ربه صائما فى اليوم الأول من شهر ذى الحجة. وبعد أن تم إطلاق الغاز رفض أحمد الرجوع إلى الوراء، وقال إنه سيبقى مع هولاء الرجال الذين يستشهدون، وعندما اتصلنا به أبلغنا شخص أن صاحب هذا الهاتف قد مات.. وأنه وصل مستشفى صيدناوى ميتا متأثرا بجراحه إثر طلق نارى أصيب به على أيدى القناصة، ونقل إلى مشرحة زينهم، واستلمنا جثمانه من المشرحة، وكان هناك أكثر من 67 شهيدا غيره بالمشرحة.