بدأت كل من إيران وفنزويلا وعدد من الدول الأخرى التي تعارض السياسة الأمريكية محاولات لإنشاء جبهة مشتركة ضد الهيمنة الأمريكية؛ وذلك خلال فعاليات القمة ال14 لدول حركة عدم الانحياز، حيث قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمته للقمة إنَّ الولاياتالمتحدة تحول مجلس الأمن إلى "منبر لفرض سياساتها"، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب تعزيز حركة عدم الانحياز بحيث "تلعب دورها بشكلٍ أكثر فعالية"، بينما تعمل فنزويلا على حثِّ اجتماع القمة على التصويت لها للفوز بمقعدٍ في مجلس الأمن الدولي لكي تتمكن من معارضة السياسات الأمريكية عالميًّا. وكان وزير الخارجية الكوبي قد افتتح أعمال القمة ال14 لحركة عدم الانحياز أمس الجمعة 15 من سبتمبر في العاصمة الكوبية هافانا؛ وذلك في ظل غياب رئيس الدولة المضيفة فيديل كاسترو الذي أناب عنه شقيقه راؤول، وقد علَّق وزير الخارجية الكوبي على ذلك بقوله إن الأطباء نصحوا كاسترو بعدم حضور المؤتمر الافتتاحي رغم أنه بدأ في التعافي.
وفي افتتاح القمة، انتخب الحاضرون كاسترو رئيسًا للحركة في دورتها الجديدة، وأعلن رئيس الوزراء الماليزي عبد الله بدوي انتقال رئاسة الحركة من بلاده لكوبا لثلاث سنوات، وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي يترأس فيها كاسترو حركة عدم الانحياز بعد توليه هذا المنصب بين 1979م و1983م.
وفي موقفٍ أمريكي من القمة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون مكورماك إن الولاياتالمتحدة لديها "أصدقاء كثيرون" ممثلون في هذا الاجتماع ومن بينهم إندونيسيا والهند، لكنه وصف التجمع بأنه "تجمع ترجع أصوله إلى عصرٍ آخر"، وقبل ذلك كان الأمريكيون قد وصفوا راؤول كاسترو القائم بأعمال الرئيس الكوبي وشقيقه بأنه "دكتاتور عسكري" داعين- ولأول مرة- إلى إجراء استفتاء للسماح للشعب الكوبي بتقرير ما إذا كان يريد ما سموه "الديمقراطية" بعد 47 عامًا من حكم الرئيس فيدل كاسترو.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في كلمته أمام القمة إنَّه يتعيَّن على العالم أن يحل مشكلات الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الحرب في لبنان تمثل "دعوة للصحوة" للعالم، كما دعا المجتمعين لاحترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة وإنهاء القمع، مشددًا على ضرورة أن يهتم القادة برفاهية شعوبهم.
كما أشار رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج إن مكافحة ما دعاه "الإرهاب" لا بد وأن تُدرج على جدول أعمال القمة، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن "تصدر منا رسالةً مفادها أننا متحدون في رغبتنا وتصميمنا على اكتشاف بلاء الإرهاب والتخلص منه"، بينما أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أنَّ من الخطأ والخطر اعتبار الدول الإسلامية المصدر الوحيد ل"الإرهاب"، مشيرًا إلى أن إستراتيجية الحركة لا بد وأن تُعارض بشكلٍ واضحٍ "الاتجاهات الشريرة لربطِ الإرهاب بالإسلام"، وكذلك "التمييز في المعاملةِ ضد المسلمين"، وهو ما أشار مشرف إلى أنه "أثار نفورًا يُنذر بسوءٍ بين الغرب والعالم الإسلامي".
وتضم حركة عدم الانحياز 116 دولةً، وقد تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي لحمايةِ مصالح الدول المستقلة حديثًا ودعم الحركات التحررية بعيدًا عن نفوذ الاتحادِ السوفيتي السابق والولاياتالمتحدة، وهي الفترة التي كانت تشهد ما عُرف ب"الحرب الباردة" بين الجانبين، ومن المتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة ال14 للحركة انتقاداتٍ حادة للكيان الصهيوني بسبب عدوانه على لبنان بالإضافةِ إلى وثيقةٍ منفصلةٍ تؤيد حق إيران في السعي لامتلاك طاقة نووية.