يحيي الفلسطينيون- اليوم الأحد- الذكرى التاسعة على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار" وسط حالة من العجز بعد ثبوت وفات زعيمهم مسمومًا بمادة البولونيوم المشع تم تسريبها إلى جسده عبر عملاء (مقربيين)، مما أدى إلى موته البطيء بطريقة أذهلت العالم قبل نحو 9 سنوات في مستشفى فرنسي. رغم تأكدهم من الجهة التي ارتكبت الجريمة فإن السلطات الفلسطينية الرسمية لم تمتلك حتى الآن أدلة قاطعة حول تلك الجهة، وبدلا من أن تخوض معركة إثبات عملية القتل اكتفت بالإشارة إلى أن إسرائيل وجهاز مخابراتها هما المستفيدان من اختفاء أبوعمار، وانهمكت في تنظيم فعاليات في كل أماكن التواجد الفلسطيني في الوطن والشتات، لإحياء تلك الذكرى الأليمة. ولهذا السبب، تعتزم بعض القوى السياسية الفلسطينية تنظيم مسيرات ومهرجانات فرعية، غدا الاثنين، في مختلف مدن الضفة الغربية، حيث تشارك القيادات الفلسطينية المواطنين في قراءة سورة الفاتحة على روح الراحل، ووضع أكاليل الزهور على ضريحه وإنارة الشموع ليلا ثم طي هذه الصفحة من دون العمل على كشف الحقيقة. أما حركة "فتح"، التي كان يتزعمها عرفات، فرأت أن تحيي هذه الذكرى من خلال إعادة ترميم المغارة (كهف في أحد الجبال كانت تتجمع به المقاومة الفلسطينية ضد إسرئيل قبل احتلال الضفة الغربية في عام 1967)، وتقع قرب بلدة قباطية في محافظة جنين، شمالي الضفة الغربية، بزراعة تسع أشجار ترمز إلى السنوات التسع التي مرت على وفاته. بعض الصحف الأمريكية سبقت السلطة الفلسطينية في البحث عن قاتل عرفات الحقيقي، فقد اجتهدت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية وحددت ثلاث جهات من الممكن أن تكون متهمة بالوقوف وراء مقتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أبرزها الدائرة المقربة له من المساعدين والأتباع طمعا في السيطرة على الثروة الطائلة التي كان يتحكم الراحل فيها شخصيا. ثم تأتي بعد ذلك إسرائيل، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل آرييل شارون، يكره عرفات ويراه إرهابيًا وعقبة أمام السلام. وأخيراً روسيا على أساس أن موسكو بارعة في استخدام البولونيوم-210 كمادة سامة، وقد توفي الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو، إثر احتسائه شرابًا تم وضع هذه المادة المشعة في الفنجان أثناء تواجده في لندن عام 2006. من جانبها توقفت الجهود الفلسطينية عند اتهام تل أبيب بتصفية عرفات، من دون أن تحدد خطوات واضحة لبدء إجراء تحقيق دولي في القضية، ولا توجيه اتهام لمرافقيه الذين كانوا يشرفون على كل ما يدخل جوف عرفات أثناء حصاره بمقر السلطة في رام الله من قبل جيش الاحتلال عام 2004، خاصة أن زوجته أشارت إلى أن أحد مرافقيه قد يكون وضع له هذه المادة القاتلة في القهوة للتخلص منه لحساب إسرائيل. فهل يأتي الوقت الذي تتكشف فيه فضيحة اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات؟