تبنَّى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير خارجيته مانوشهر متقي موقفًا دعا إلى اتخاذ مسار التفاوض فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني وأزمته المتفاعلة مع الغرب، وفيما شكَّكَت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في هذا العرض وفي السياسة الإيرانية برمَّتها في هذا المقام أجرى الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن مباحثاتٍ مع وزيرة الخارجية الصهيوني تسيبي ليفني حول ما دعاه الطرفان ب"التهديد" الإيراني- السوري. وفي وقت مبكر من صباح اليوم الخميس 14 سبتمبر 2006م قال نجاد إنَّه يعتقد أنَّ النزاع مع الغرب بشأن برنامج بلاده النووي يمكن تسويته من خلال المفاوضات وإنَّه مستعد للتعامل مع "ظروف جديدة"، وأضاف نجاد- في مؤتمر صحفي أثناء زيارته الأخيرة للعاصمة السنغالية دكار-: "إنَّنا من أنصار الحوار والتفاوض، ونعتقد أنََّنا يمكننا حل المشاكل في إطار من الحوار والعدالة معًا".
وقال الرئيس الإيراني في تصريحات نقلتها وكالة (رويترز) للأنباء ردًّا على سؤال حول هل إيران مستعدة لتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم وجاء في بيان أمريكي صدَرَ في وقت سابق من أنَّ حكومته تسعى بنشاط إلى تطوير قنابل ذرية وينبغي أن تواجِهَ عقوباتٍ الآن قال نجاد: "لا أعتقد أنَّه ستكون هناك عقوباتٌ لأنَّه لا يُوجد سبب للعقوبات، سيكون من الأفضل للمسئولين الأمريكيين ألا يتحدثوا في غضب".
وأضاف قائلاً دون أنْ يَذكر تفاصيل قبل أن يغادر العاصمة السنغالية في طريقه لحضور قمة حركة عدم الانحياز في كوبا: "إنني أعلن أنَّنا موجودون ومستعدون لظروف جديدة".
وهو ذات الموقف الذي نقله مندوبون في قمة حركة عدم الانحياز عن وزير الخارجية الإيراني مانوشهر متقي قوله لدبلوماسيين في العاصمة الكوبية هافانا يوم أمس الأربعاء 13 سبتمبر 2006م؛ حيثُ قال إنَّ إيران مستعدةٌ لاستئناف المفاوضات من دون شروط بشأن برنامجها النووي.
وأضاف المندوبون أنَّ متقي قال في كلمة ألقاها في اجتماع مغلق لوزراء خارجية حركة عدم الانحياز في العاصمة الكوبية: "تلبيةً لدعوة حركة عدم الانحياز أعربت جمهورية إيران الإسلامية أيضًا عن استعدادها لاستئناف المفاوضات من دون شروط مُسْبَقَة مع البلدان المعنية لتوضيح المسائل العالقة بهدف زيادة الثقة والشفافية".
وقالت إخبارية (الجزيرة) الفضائية أيضًا إنَّ الوزير الإيراني قد قال أيضًا في الاجتماع- طبقًا للمندوبين- إنَّ طهران "تابعت تعاونَها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسهيل حلِّ المسائل العالقة المرتبطة بأنشطتها النووية السلمية في إطار الوكالة"، وإنَّ حركةَ عدم الانحياز رفضت الجهودَ التي يبذلها البعضُ للحدِّ من حق الدول في تطوير الطاقة النووية واستخدامها لغايات سلمية.
من جهتها زعمت وزيرةُ الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أمس أنَّها تعتقد أنَّ إيران قد ألغَت خططًا للاجتماع مع مسئولين أوروبيين بشأن برنامجها النووي، وأنَّ ذلك يشير إلى أنَّ طهران "غير راغبة في تعليق أنشطتها النووية"، وذلك في إشارةٍ إلى الاجتماع الذي كان من المتوقَّع عقدُه اليوم الخميس بين خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وعلي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين.
على الصعيد الأمريكي أيضًا قال البيت الأبيض إنَّ الرئيس الأمريكي جورج بوش قد ناقَشَ ما دعاه ب"التهديد" الذي تشكِّله سوريا وإيران مع وزيرة الخارجية الصهيوني تسيبي ليفني في الاجتماع الذي جمع بينهما أمس؛ حيث انضمَّ بوش إلى اجتماعٍ عُقِدَ بين ليفني ومستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي في البيت الأبيض.
وقال فريدريك جونز- المتحدث باسم مجلس الأمن القومي-: "الرئيس جدَّد دعمَه القَويّ لأمن "دولة إسرائيل" وأرسل تحياتٍ شخصيةً حارَّةً إلى رئيس الوزراء إيهود أولمرت"، وأضاف قائلاً إنَّ بوش "ناقش التهديد الذي يشكِّله النظامان الإيراني والسوري"، وقال المتحدث الرسمي الأمريكي إنَّ الرئيس الأمريكي جدَّد أيضًا هدفَه نحو إيجاد حلِّ للصراع بين الصهاينة والفلسطينيين "يقوم على دولتين".