أكد "آفي يسسخروف" محلل الشئون العربية لموقع "walla" الإخباري، أن الاتهامات الموجهة للرئيس المصري محمد مرسي منفصلة عن الواقع، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي تواصل فيه القيادة العسكرية المصرية تنكيلها بالإسلاميين وابتعادها عن الولاياتالمتحدة، فإن عزاء إسرائيل أن علاقاتها مع القاهرة لم تكن أبدا أفضل مما هي عليه الآن، لافتا إلى أن استمرار انطلاق المظاهرات رغم محاولات قمعها دليل على أن النظام الجديد لن ينجح أبدا في تركيع الحركة الإسلامية. مبارك ينتقم وقال: "محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، كانت بمثابة "إغلاق حساب" من قبل الجيش والنظام الجديد – القديم، بعد تلك الصور التي لا تنسى لحسني مبارك في المحكمة وهو ملقى على سريره وإلى جانبه نجلاه علاء وجمال، جاءت الفرصة للنظام القديم للانتقام، وهذا أمر واضح، لم يتأخر حدوثه". اتهامات غير واقعية ومضى المحلل الإسرائيلي يقول: "الاتهامات التي يحاكم مرسي من أجلها غير مرتبطة بالواقع على الإطلاق. فمن المشكوك فيه، مثلا، إذا ما كان مرسي متورطًا بالفعل بشكل شخصي في قتل متظاهرين كما يُتهم. بند آخر يتهم به "إقامة علاقات مع عنصر أجنبي لتقويض استقرار الحكم" - يقصدون حماس - هذا البند تحديدا غير واقعي، صحيح أن مرسي ارتبط بعلاقات، حتى علاقات وثيقة، مع حماس، لكنه كان أيضًا من صادق على بدء العملية ضد الأنفاق في منطقة رفح". وواصل محلل الشئون العربية رؤيته لمحاكمة مرسي بالقول: "تهمة أخرى تبدو مثيرة للسخرية، لأن الجميع يعلم بالأمر، وخاصة عشرات الملايين الذين صوتوا لصالح مرسي في السابق، حيث يتهم الرئيس السابق (المتهم رقم 12 بين 15 متهما)، بالهروب من السجن في الأيام الأولى لثورة يناير 2011". رسالة تهديد وأكد صحفي "walla" أنه وكما هو متوقع، فإن المحاكمة أثارت غضب مؤيدي الإخوان المسلمين الذين تظاهر المئات منهم خارج أكاديمية الشرطة التي أجريت المحاكمة بداخلها، إضافة إلى تظاهر الآلاف في المدن المصرية الأخرى، لافتا إلى أن السلطات سمحت لأربعة محامين فقط بحضور الجلسة من بين العشرات الذين سعوا للدفاع عن مرسي قبل إعلانه بأنه سيترافع عن نفسه. وقال: "بمعدل معين، فإن الجيش - الذي أراد أن ينقل بواسطة المحاكمة رسالة تهديد لعناصر الإخوان المسلمين - قد صنع بيديه انتفاضة، وألهب مجددًا المظاهرات ضد النظام الجديد". صمود الإسلاميين واعتبر أن الآلاف الذين خرجوا في شوارع القاهرة ومدن أخرى بمصر أمس الاثنين "تثبت للمرة الألف أنه رغم الحملة القاسية التي يشنها الجيش على الحركة الإسلامية، فإن مصر الجديدة بعيدة كل البعد عن تركيع الحركة، التي تحظى بتأييد شعبي واسع، ربما ليس كما كان قبل عامين، لكنه موجود". الخمسينيات وتل أبيب واختتم "يسسخروف": "بمقاييس عديدة، يبدو أن مصر تعود لقوالب قديمة: فبينما تسيطر المؤسسة العسكرية على الدولة، يتم حظر حركة الإخوان المسلمين، وبينما تبتعد القاهرة عن واشنطن، نرى أن موسكو تقترب، وما زال، عنصر واحد جوهري يختلف عن أيام الخمسينيات هذه حيث ثورة الضباط، العلاقات بين القاهرة وتل أبيب هي الأفضل من أي وقت مضى".