أعلنت مصادر سياسية صهيونية أمس عن خشيتها العميقة من القرارات التي سيتخذها مؤتمر دول عدم الانحياز الذي سينعقد في العاصمة الكوبية هافانا، لافتة إلي انه بحسب المعلومات التي حصلت عليها الدولة العبرية من دبلوماسيين غربيين وصفوا بأنهم أصدقاء للكيان الصهيوني، فإن القرارات التي ستتخذ ستكون معادية للكيان وفي مقدمتها منع السياح الصهاينة الذين يسكنون في المستوطنات الصهيونية الكولونيالية في الضفة الغربيةالمحتلة من دخول أراضي دول عدم الانحياز. وأشار المراسل السياسي لصحيفة معاريف الصهيونية أوري يابلونكا إلى أن وزارة الخارجية الصهيونية تلقت رسائل من الهند وتايلاند جاء فيها أن الدولتين قررتا منع المستوطنين من الدخول إلي أراضيهما بشكل جارف احتجاجا علي إنهم يسكنون في أراض سلبت من أبناء الشعب العربي الفلسطيني بعد عدوان الرابع من يونيو من العام 1967. يشار إلي أن منظمة دول عدم الانحياز أقيمت في الخمسينيات من القرن الماضي بعد أن قسم العالم إلي الكتلة الغربية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية والكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي، وكان لهذه المنظمة تأثير واضح علي القرارات التي اتخذت في المحافل الدولية، وكانت المنظمة منحازة بشكل واضح إلي القضايا العربية ضد الكيان الصهيوني، ولعب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر دورا هاما في هذه المنظمة التي تتكون من 116 دولة. وتابعت الصحيفة العبرية قائلة نقلا عن مصادر سياسية صهيونية: إنه في الماضي غير البعيد اتخذت دول عدم الانحياز قرارات تنص علي منع المستوطنين من دخول أراضيها، إلا أن هذه القرارات بحسب الصحيفة الصهيونية لم تخرج إلي حيز التنفيذ بسبب الضغوطات التي مارستها الدولة العبرية والولاياتالمتحدةالامريكية، ولكن اضافت المصادر ذاتها انه في الاجتماع الذي سيعقد السبت في هافانا ستتخذ الدول الاعضاء في المنظمة قرارا جديدا بمنع المستوطنين الكولونياليين من الدخول الي اراضيها، مشيرة الي ان القرار هذه المرة سيطبق بحذافيره بسبب العدوان البربري والهمجي الذي شنه الكيان الصهيوني علي لبنان في شهري يوليو وأغسطس الماضيين. وأوضحت المصادر نفسها انه في حالة اتخاذ القرار وتطبيقه فانه سيشكل ضربة قاصمة للدبلوماسية الصهيونية، خصوصا وان العديد من دول عدم الانحياز تعتبر لدي السائحين الصهاينة مناطق جذابة ورخيصة. ولكن مسؤولا سياسيا وصفته الصحيفة العبرية بأنه رفيع المستوي في الخارجية الصهيونية حاول التقليل من القرار زاعما انه من الصعب ان لم يكن من المستحيل تطبيق القرار، ولكنه مع ذلك سيسبب ضررا كبيرا للدولة العبرية الرأي العام العالمي، وهذا الامر اكثر ما يخشاه الكيان الصهيوني، لان صورته في العالم شوهت كثيرا، علي حد تعبيره، بعد الحرب الثانية علي لبنان. وأوضح المسؤول نفسه أن دول عدم الانحياز ستتخذ قرارا في اجتماع هافانا ينص علي مقاطعة المنتوجات التي تصنع في المستوطنات الكولونيالية في الضفة الغربيةالمحتلة، الامر الذي سيلحق اضرارا اقتصادية فادحة لهذه المستوطنات التي تعتمد علي التصدير. وقال ما يسمي بمجلس المستعمرات في الضفة الغربيةالمحتلة في تعقيب اوردته معاريف العبرية ان هذا القرار هو نتيجة للاعمال غير المسؤولة التي يقوم بها اليسار الصهيوني لتلطيخ سمعة المستوطنات في العالم، واضاف المجلس انه يطالب الحكومة الصهيونية بالعمل بسرعة علي منع تطبيق القرار، مشيرا الي انه اليوم تتخذ هذه الدول قرارا بمنع المستوطنين من دخول اراضيها، وفي المستقبل لن تتورع عن منع جميع الصهاينة من طرفي الخط الاخضر من دخول اراضيها، علي حد تعبيره.