كان طالبا محبوبا وسط زملائه بكلية السياحة والفنادق، ولم تفارق الابتسامة وجه دائما حتى في اصعب الأوقات واحلك الظروف، عرف عنه زملائه الطيبة والنشاط ومساعدة الآخرين، ولم يكن احد يتوقع في يوم من الأيام ان يكون ثائرا، رافضا للظلم وللقمع ومطالبا للحرية. رحمك الله يا أخي كنت "صائم.. بارا بوالديك.. في أول يوم من شهر الله الحرام ذي الحجه.. كنت في موقف صاحب كلمه حق في وجه سلطان جائر...كنت مقبل غير مدبر...حقا كنت حرا في زمن العبيد" هذا ما قاله محمد حسن زوج شقيقة حسن السيد العرينى ابن مدينة التل الكبير بالإسماعيلية، ضحية احداث رمسيس. ويحكى "محمد حسن" لمصر العربية اللحظات الأخيرة في حياة حسن العرينى بحديثه عن اصرار "حسن" السفر الي القاهرة والمشاركة في تظاهرات 6 اكتوبر هناك والمتجهة الى التحرير، وبالفعل امام اصراره توجهنا الى القاهرة صباح يوم الأحد الماضى، وقمنا بإستقلال المترو حتى وصلنا الى محطة أحمد عرابي، لننضم الي مسيره رمسيس والتى كانت تقدر اعدادها بعشرات الآلاف من المتظاهرين. ويكمل بأنه بعد اداء صلاة الظهر والعصر "جمع تقديم" فوجئنا بظهور مدرعتى جيش وشرطة واللاتى بدأتا بإطلاق قنابل الغاز بكثافة، ولم تنتظر قوات الجيش والشرطة سوى دقيقة واحدة حتى بدأت اطلاق الرصاص بكثافة على المتظاهرين، وذلك يدل على تعمدهم احداث اكبر قدر من الخسائر بين المتظاهرين. واوضح بأنه مع اطلاق الغاز والرصاص بكثافة حاولت اقناع حسن بالتراجع للخلف حتي يهدأ الضرب ثم نعود خاصة بعد ان اصاب التعب صديق ثالث كان برفقتنا، ولكن حسن رفض بشدة ان ان يترك مكانه وان يبتعد، الا انه اضطر أن يبتعد قليل خاصه وأن صديقهما كان بدأ يفقد الوعي، مشيرا الى انه في اثناء ذلك ظهرت طائره هليكوبتر وبدأت بأطلاق الرصاص بكثافة، فقمت بالاتصال بحسن للأطمئنان عليه، وطالبته ان يتراجع فرفض ذلك وقال ان المتظاهرين يقتلوا لن اتركهم وسأظل معهم، ثم انقطع الإتصال. ويصف كيف تلقى نبأ وفاته عندما حاول الإتصال به بعد 10 دقائق، ليرد شخص آخر عليه متسائلا "صاحب التليفون يقربلك"، فقلت نعم اخى، ويرد بعد ذلك "أحتسبه عند الله شهيد"، ويكمل بأنه علم بأنه تم نقله الى مستشفى صيدناوى في العتبة، ولكن مع شدة الضرب اضطر الى اخذ طريق آخر، وعند وصوله الى المستشفى مساءا، قابل احد الأطباء والذى قال بأنه لن يسلموا اى جثة من الجثث لذويهم، حيث كان يوجد 3 حالات اخرى، وجثة كانت مجهولة. وقال بان الطبيب طلب منى المغادرة، لأن عدد من البلطجية قد اقتحموا مستشفى المنيرة، وقاموا بالقبض على اهالى عدد من القتلى، ولكن رفضت المغادرة خاصة بعد ان اقسمت على زوجتى الا اعود حتى تكون جثة شقيقها معى، ويضيف بأنه طالبها بأن تبلغ والدها والدتها بمقتل ابنهما"، ويضيف بأن والد "حسن" قد وصل الى المستشفى لإستلام جثة ابنه، بعد ان وافق الطبيب على تسليمها لنا. ويكمل بأنهما قد توجها عقب ذلك الى مشرحة زينهم حيث قاما بإنهاء كافة الإجراءات واستخراج التقارير الطبية وتصريح الدفن، مشيرا بأن التقرير اوضح بأن الرصاصة التى تلقاها قد دخلت من أسفل البطن وخرجت من الفخذ من الخلف لتحدث تهتك في الامعاء، ويضيف بأنه عقب انتهاء جميع الإجراءات في الساعة 2 فجرا، واثناء توجهم الى الإسماعيلية، واجهوا تعنت من بعض الأكمنة المنتشرة بطريق سلاح سالم والتى تراوحت ما بين 15 الى 20 كمين. وأوضح بأن والدة القتيل حسن استقبلت نبأ مقتله بحزن شديد وانهارت من البكاء، الا انها احتسبته عند الله "شهيدا" وسيشفع ل70 من اهله يوم القيامة، الا انه اكد على اصرار الأسرة بكاملها على عدم التراجع والإستمرار في التظاهرات. واوضح بأن شقيق القتيل حسن الأصغر مصطفى طالب الهندسة، وكذلك انا واخى ابراهيم سنشارك في مظاهرات الجمعة القادمة، موضحا بأنهم مؤيدون للشرعية وشاركوا بكافة التظاهرات والفعاليات، فالشهيد حسن شارك بإعتصام رابعة، وتواجد اثناء مذبحة المنصة، وكذلك احداث مبنى محافظة الإسماعيلية، كما اننى سبق اعتقالى اثناء احداث رمسيس برمضان الماضى، كما ان شقيقى ابراهيم اصيب خلال تظاهرات 16 اغسطس الماضى عند مسجد الصحابة، قائلا "نحن سمتمرون بسلمية حتى تعود الشرعية كاملة".