شهدت الساعات الأولى من فتح مركز الاقتراع بالانتخابات البرلمانية الباكستانية إقبالا ضعيفا بالمدن الكبرى بسبب المخاوف من أعمال العنف رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات للحيلولة دون وقوعها، فيما تعرضت مراكز الاقتراع ومرشحون لهجمات خلفت قتلى وإصابات فور بدء التصويت. وذكرت مصادر أمنية أن اشتباكا بالرصاص وقع بين مؤيدي حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الحاكم جناح قائد أعظم بمنطقة كوجرانوالا بإقليم البنجاب شرقي البلاد، مما أسفر عن جرح ثلاثة أشخاص. كما قتل خمسة من ناشطي الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف وأصيب سبعة آخرون بجروح حين هاجم مجهولون مسلحون مركز اقتراع للحزب. ونقلت رويترز عن مصادر الشرطة إشارتها إلى مصرع أحد أنصار حزب نواز شريف بالرصاص في إقليم البنجاب وعاصمته لاهور، فور فتح مراكز الاقتراع. وقبل ساعات قليلة من فتح مراكز التصويت قتل مرشح لانتخابات برلمان إقليم البنجاب من حزب نواز شريف إلى جانب سكرتيره وحارسه الشخصي وشخص ثالث إثر إطلاق الرصاص عليهم بمدينة لاهور، فيما توفي شخص آخر من أنصاره متأثرا بجروحه صباح اليوم. وإثر هذا الحادث أرجأت لجنة الانتخابات عمليات التصويت بهذه الدائرة. وفي وادي سوات شمال غرب البلاد، فجر مجهولون مركز اقتراع دون وقوع خسائر بشرية. إقبال ضعيف ورغم إعلان السلطات يوم الانتخابات عطلة رسمية لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم فإن ذلك لم يحدث خلال الساعات الأولى من فتح مراكز الاقتراع، وسط توقعات بتدني نسبة الإقبال على خلفية أعمال عنف شابت أيضا الحملات الانتخابية وكان أبرزها اغتيال رئيس الوزراء السابقة بينظير بوتو. ففي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة، تأخر الاقتراع بسبب عدم تمكن وكلاء الأحزاب السياسية من الوصول في الموعد إلى مراكز الاقتراع. كما منعت السلطات وقوف الناخبين في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في إطار الإجراءات الأمنية المشددة خشية وقوع هجمات، وقام أفراد الأمن الجيش الباكستاني بعمليات تفتيش دقيقة للناخبين عند مدخل مكاتب التصويت. وتهدف الانتخابات التي يشارك فيها نحو 81 مليون ناخب إلى اختيار برلمان جديد سيتم منه اختيار حكومة ورئيس وزراء لحكم البلاد بالتعاون مع الرئيس برويز مشرف، وتمثل استكمالا للانتقال إلى الحكم المدني. كما ترمي الانتخابات التي أجلت من الثامن من يناير بعد اغتيال بوتو إلى اختيار مجالس في أقاليم البلاد الأربعة. ويأتي توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع وسط توتر بلغ أقصى درجات التأهب بالنسبة للجيش والأمن، وكذا للسياسيين المعارضين الذين يتخوفون من أن تكون الحكومة تخطط لتزوير الانتخابات وفق بعضهم. المعارضة تشكك وفيما يتعلق بالانتخابات التي ستظهر نتائجها صباح غد الثلاثاء، اعتبرت استطلاعات الرأي أن حزب الشعب سيحصل على المركز الأول يليه الرابطة بزعامة شريف، ويحل أخيرا الحزب المقرب من الرئيس برويز مشرف. وتشكك المعارضة بنزاهة الانتخابات، لأنها قد تثمر برلمانا يسعى لتنحية الرئيس مشرف. إلا أنه يشار إلى أن المعركة الحقيقة في إقليم البنجاب تنحصر بين شقي حزب الرابطة الحاكم وجناح نواز كونه يقدم 148 مقعدا في البرلمان الفدرالي، فالفائز فيها سيحدد الحكومة المقبلة. وفي إقليم السند وخصوصا كبرى مدنها كراتشي، ينحصر التنافس بين حزب الشعب وحركة المهاجرين القومية بزعامة إلطاف حسين