سيطر الموضوع النووي الإيراني بوضوح على خطاب الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي ألقاه اليوم للشعب الإيراني وللذين احتشدوا لإحياء الذكرى التاسعة والعشرين للثورة الإسلامية في ميدان الحرية بالعاصمة طهران. وابتدأ خطاب نجاد بمقدمة فلسفية أخلاقية حول الغاية من خلق الإنسان وما كلف به، وأهمية الجهاد كعلامة من علامات معرفة الخالق، مؤكدا أن عالم اليوم عطشان للعدالة وإعلاء القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام. تحذير وفي الموضوع النووي وجه أحمدي نجاد تحذيره لمن أسماهم مريدي السوء بدولة إيران، وقال "عليهم أن يعلموا أن أي إجراءات يتخذونها ضد الجمهورية الإسلامية ستكون في الواقع ضدهم". واعتبر الرئيس الإيراني أن هذا الموضوع منته وليس لأحد أن يجادل في حق إيران، مطمئنا الحشود التي اجتمعت في ساحة الحرية التي استقبلت الخميني عند عودته من فرنسا عند قيام الثورة أنه ليس بإمكان الغرب فعل شيء سوى اللعب بالأوراق والدعاية السياسية. وذكر أحمدي نجاد أن بعض أعضاء مجلس الأمن المفترض بهم حماية السلام في العالم يمارسون دورا عكسيا، وأشار إلى أنه بينما كان يتعين عليهم "أن يصدروا قرارا ضد القتل الجماعي الذي تمارسه الكيان الصهيوني أصدروا قرارا يعزز العقوبات ضد طهران. ودعا الرئيس الإيراني العالم إلى الإقرار بأن النجاح النووي الإيراني كما الثورة الإسلامية لم يكونا حدثين عاديين. وواصل نجاد هجومه قائلا "كانوا يتصورون أن المقاطعة والحرب النفسية والتهديد والتكشير عن الأنياب سيجبر الإيرانيين على التراجع.. لكنهم كانوا مخطئين كما في السابق". وحث الساسة الأمريكيين على إيجاد طريقة للتكفير عن أخطائهم الكثيرة. ولم يغب موضوع العدالة الاجتماعية عن خطاب أحمدي نجاد، معلنا عن إجراءات قادمة لإصلاح القطاع المالي وخاصة قطاع البنوك. بيان ختامي وصدر بيان ختامي في مراسم ساحة الحرية أكد أن انتصار الثورة جاء "ببركة دماء الشهداء"، مشددا على التزام الشعب الإيراني بمواصلة العمل على تحقيق أهداف الثورة والسعي من أجل كسب العلم وإقامة حكومة العدل في العالم. ونوه البيان بسياسة إيران المبدئية في بناء الثقة والعمل بالتزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقه الذرية"، وشدد على أن الشعب الإيراني لن يرضخ للضغوط وفرض العقوبات ولن يوقف تخصيب اليورانيوم. وامتد التجمع الجماهيري الذي حظي بتغطية إعلامية زادت عن 600 صحفي من ميدان فردوسي إلى ميدان الحرية الذي استقبل عودة الخميني إلى إيران عقب 14 عاما من الإبعاد. تحدي الضغوط وفي السياق احتشد عشرات الآلاف من الإيرانيين الاثنين للاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لقيام الثورة الإسلامية في تحد للضغوط الغربية على بلادهم لتعليق برنامجها النووي. وبعد مرور نحو ثلاثة عقود على قيام الثورة الإيرانية عام 1979 احتشد الرجال والنساء وكن يرتدين عباءات سوداء وأخذوا يرددون "الموت لأمريكا" هتاف العداء التقليدي للولايات المتحدة منذ قيام الثورة الإسلامية التي أطاحت بشاه ايران الراحل حليف واشنطن الوثيق. إظهار الوحدة ودعا المسئولون الإيرانيون المواطنين إلى الاحتشاد بأعداد كبيرة لإظهار الوحدة في مواجهة الضغوط الغربية. ونقل التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة لقطات للتجمعات التي جرت في مدن إيرانية أخرى بخلاف العاصمة طهران. ويخشى الغرب من سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية ،في الوقت الذي لم ينكروا هذا على الكيان الصهيوني،بينما تؤكد الجمهورية الإسلامية أنها تريد التكنولوجيا النووية لتغطية احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة بعد وقت قصير من قيام الثورة الإسلامية عام 1979 حين سيطر إيرانيون على السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أمريكيا رهينة طوال 444 يوما.