صعد أمس قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الصهيوني، الجنرال يائير غولان، من لهجة التهديد ضد سورية وحزب الله وقال في مقابلة نشرتها صحيفة ‘يديعوت أحرونوت' العبرية إنه لا يقترح على أحد أنْ يُحاول تجربة القوة العسكرية للدولة العبرية، مؤكدًا على أنه في المواجهة القادمة سيتم تدمير القسم الأكبر من لبنان بشكلٍ تامٍ، ولن يقوم الجيش بعمليات جزئية وضرب مواقع معينة فقط، على حد تعبيره. وفي ما يتعلق بسورية قال إن الرئيس د. بشار الأسد يملك مئات الأطنان من الأسلحة الكيميائية على مختلف أنواعها، وأن للمفتشين الدوليين الذين سيصلون إلى دمشق سيكون عملاً صعبًا جدًا، لكنه استدرك قائلاً إن قوة الردع الصهيونية ضد سورية ثابتة وقوية جدًا، ذلك أن الأسد منشغل في هذه الأيام بالبقاء في السلطة فقط. وأضاف في معرض رده على سؤال إن الرئيس الأسد إذا تمكن فسيمتنع عن شن حرب ضد الكيان الصهيوني، ونفس الأمر ينسحب على منظمة حزب الله اللبنانية، وزاد قائلاً إن سورية ستبقى على مدار سنوات طويلة مركزًا لعدم الاستقرار في المنطقة، وهذا الأمر سيؤثر على الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن هناك مناطق معينة في سورية من المستحيل أنْ يتمكن النظام الحاكم من إعادة السيطرة عليها، وتحديدًا المنطقة الحدودية في الجنوب مع المملكة الأردنية الهاشمية، ذلك أن جهات عالمية باتت تتدخل هناك. وأشار إلى أن من أسماهم بالمتمردين في بلاد الشام لم يتكنوا من إيجاد بديل، وفي المقابل فإن الرئيس الأسد لم يتمكن من بسط سيطرته على البلاد، وبالتالي، أضاف الجنرال الصهيوني، فإن سورية هي دولة في حالة تفكك، وبحسب تقديراته، في السنوات القليلة القادمة ستنشأ في سورية العديد من الكيانات، التي ليس بالضرورة أنْ تكون جميعها داخل سورية فقط، وهذه الكيانات ستُقيم علاقات حذرة ومتوترة مع بعضها البعض، كما أنه ستندلع مواجهات عسكرية بينها، ومن ثم سيتم إخمادها، على حد وصفه. أما بالنسبة للرئيس السوري فقال الجنرال غولان إنه سيبقى سنوات طويلة في الحكم، ذلك أنه لا توجد اليوم قوة في الداخل بإمكانها أنْ تُسقطه عن سدة الحكم، على الرغم من أننا نريد أنْ يختفي عن العالم، وكلما حدث ذلك أسرع، كان لنا أحسن. وتابع قائلاً إنه من الناحية الأخلاقية لا يُعقل أنْ تؤيد الدولة العبرية بقاء الأسد، الذي يقوم بقتل أبناء شعبه، كذلك هذا الأمر ينسحب على المصلحة الصهيونية العليا، ففي الأسابيع الأخيرة أكد الأسد لكل من في رأسه عينان على أنه يتبع لمحور الشر الراديكالي المؤلف من دمشق والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله، وأكد على أن تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي بتدمير الأسلحة الكيميائية التي تملكها سورية سيكون إنجازًا كبيرًا، ولكن إذا فشل تنفيذ الاتفاق فإن الأمر سيتحول إلى كارثة، على حد قوله. وأوضح الجنرال غولان في سياق حديثه أن سورية قادرة اليوم على إلحاق الأضرار بالكيان الصهيوني، ولكن الجيش السوري بات عاجزًا اليوم عن إدارة معركة برية جدية ضد الدولة العبرية، ذلك أن قوات المشاة في الجيش العربي السوري منشغلة بشكل كامل في قمع المعارضة المسلحة، وخسر حتى الآن 15 ألف جندي، كما أن قسما لا يُستهان به من مخازن الأسلحة تم تدميره، علاوة على ذلك، فإن سلاح الجو السوري خسر 40 حتى خمسين بالمائة من الصواريخ التي كانت معدة للإطلاق باتجاه الكيان الصهيوني، وعلى المدن الصهيونية تحديدا، وأكد على أن الجيش السوري هو ليس نفس الجيش الهجومي الذي حارب الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر من العام 1973، على حد قوله. كما قال إن قسما كبيرا من عتاده الإستراتيجي تضرر أوْ دُمر، وبالمحصلة العامة، فإنه بتقديرنا فإن الجيش العربي السوري، قال غولان، هو الجيش الأقل تأهيلاً لأنْ يُسبب الأضرار لالكيان الصهيوني، لافتًا إلى أن السيناريو الوحيد الذي يُمكن أنْ يقوم فيه الرئيس الأسد بمهاجمة الكيان الصهيوني يتعلق في ما إذا توصل إلى نتيجة بأن عدم الهجوم سيُلحق به الأضرار أكثر من الهجوم العسكري نفسه. وتطرق قائد المنطقة الشمالية في الجيش الصهيوني إلى الجهاد العالمي وقال في معرض رده على سؤال إن الكيان الصهيوني تزيد كثيرًا من قوة هذا التنظيم، وهذا لا يعني أنني لست منزعجًا من قوة هذا التنظيم، ولكن علينا أنْ نفهم من هو العدو ومن هو العدو الأسوأ، فالجهاد العالمي هو قوة بدائية جدًا، ولا يتمتُع بدعم من قوة إقليمية معينة، أما العدو السوري، مع حزب الله، وبدعم من قوة إقليمية مثل إيران، فإن بنظرنا عدوًا أكثر صلابة وشراسة من الجهاد العالمي، موضحًا أنه بالنسبة لالكيان الصهيوني أقل خطرا أنْ تُرابط على الحدود معها قوات من الجهاد العالمي، بدل القوات السورية المدعومة من طهران، مشيرًا إلى أنه وفق التقديرات الصهيونية، يتواجد اليوم في سورية ستة آلاف مقتل من الجهاد العالمي، وهذه قوة لا يستهان بها، ولكن مقارنة مع قوة الجيش السوري، فإنها ضعيفة، على حد قوله. أما في ما يتعلق بحزب الله فقال الجنرال الصهيوني إن هذه المنظمة تعمل كل ما في وسعها لكي يبقى القتال على الأراضي السورية ولا ينتقل إلى لبنان، ذلك أن الحزب ليس على استعداد لتدمير بنان من أجل سورية. وأضاف قائلاً أن حزب الله لم يتوقف يومًا من الأيام عن مواصلة التسلح وتقوية ترسانته العسكرية، وفي هذه الأيام ما زال يتسلح، وبحسبه فإن الاتفاق بين سورية والحزب ينص على أن الحزب يُرسل للسوريين المقاتلين من الوحدات النخبوية والمستشارين الأكثر قدرة، وبالمقابل، فإن سورية تقوم بتزويده بالأسلحة المتطورة جدًا، وهذا الأمر يُقلق الكيان الصهيوني كثيرًا، على حد قول الجنرال غولان. وبحسب التقديرات المخابراتية الصهيونية، أشار قائد المنطقة الشمالية، فإن حزب الله يملك اليوم أكثر من مائة ألف صاروخ من أنواع مختلفة، أيْ ضعفي ما كان يملكه في حرب لبنان الثانية في العام 2006، لافتًا إلى أن المعضلة ليست في عدد الصواريخ والقذائف، بل في تطورها وتقدمها، ذلك أنه وفق وجهة نظر حزب الله فإن هذه الترسانة العسكرية قادرة على خلق ميزان قوة مختلفة قبالة الجيش الصهيوني، وهذه المعادلة تعتمد بالأساس على صواريخ البرية البحرية وصواريخ أرض جون ودقة كبيرة في التصويب والإصابة، عل حد قوله. وخلص إلى القول إنه في المواجهة القادمة مع حزب الله سيقوم الجيش الصهيوني باستعمال كل قوته، ولن يسمح بالوصول إلى نصف إنجاز، لافتًا إلى أن حزب الله رفع حالة التأهب في الأسابيع الأخيرة، ومؤكدًا على أن الحزب هو منظمة جدية جدًا وليس حركة كشفية، وبالتالي أنصح الجميع بعدم تبني موقف اللا مبالاة من قوة حزب الله، وعلينا أنْ نكون على استعداد ويقظة وحذر، قائلاً إنه إذا اندلعت مواجهة مع حزب الله فإن الجيش السوري سيُقدم المساعدة، كما أن إيران ستُشارك بالمجهود الحربي، لأنه خلافًا للماضي، فإن محور الشر بات متماسكًا جدًا والعلاقات بين القوى الثلاث متينة للغاية، على حد تعبيره.