اختتم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم مشاوراته مع الأطراف اللبنانية دون التوصل لاختراق للأزمة السياسية, رغم نجاحه في جمع طرفي الأزمة يوم الجمعة بالبرلمان. في حين أعلن عن تأجيل جديد لجلسة انتخاب الرئيس التي كانت مقررة الاثنين المقبل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر رسمي قوله إن موسى غادر بيروت متوجهاً إلى القاهرة في الساعة ال11 بالتوقيت المحلي (9:00 بتوقيت غرينتش). وكان موسى يسعى الى الوصول الى تسوية في اطار المبادرة العربية لحل الازمة، الا ان جهوده لم تكلل بالنجاح. وقال موسى انه يغادر بيروت "ولديه بعض الامل" على حد وصفه، إلا أنه أوضح ان هناك حاجة الى مزيد من الوقت لمواجهة المعضلة السياسية في لبنان. ورغم إعلان مصدر مقرب من رئيس البرلمان نبيه بري أن موسى أرجأ مغادرة بيروت لاحتمال عقد اجتماع آخر بين قوى الأكثرية والمعارضة, فإن الصحف اللبنانية أجمعت على عدم التوصل إلى اتفاق حول موعد محدد للقاء وعدم تحقيق أي اختراق. تأجيل الانتخابات وفي تطور آخر أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري السبت أنه تقرر تأجيل انتخابات الرئاسة التي كانت مقررة بعد غد الاثنين إلى 26 فبراير الجاري. وهذا هو التأجيل رقم 14 لهذه الانتخابات بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد. ولازال مقعد الرئيس اللبناني شاغرا منذ نوفمبر 2007. لقاء رباعي وكان الأمين العام للجامعة العربية قد اجتمع الجمعة مع رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل والنائب سعد الحريري عن الأكثرية والنائب ميشال عون عن المعارضة. والتقى موسى بعد الاجتماع الرباعي رئيس الوزراء فؤاد السنيورة للمرة الثانية خلال يومين، ثم انتقل للاجتماع برئيس النواب وهو أحد أبرز أقطاب المعارضة التي تضم أيضا حزب الله. وعقب تلك التحركات لفت موسى إلى أن الجميع متفق على أن العماد ميشال سليمان هو المرشح التوافقي للرئاسة, وأن النقاش الدائر حالياً بين الأطراف اللبنانية ينصب على حصص كل من الأكثرية والمعارضة في الحكومة المزمع تشكيلها بعد الانتخابات الرئاسية. غير أن مصدراً من الأكثرية قال إن المعارضة تخضع دعم المرشح التوافقي "لشروط عديدة لدرجة أن دعمها للمرشح لا يبدو صادقا". تحيز في المقابل قالت قوى المعارضة إن جوّ اللقاء الرباعي كان إيجابيا "وهو بداية جيدة"، ولكنها انتقدت تفسير موسى للبند المتعلق بتشكيل الحكومة المقبلة في إطار المبادرة العربية، واعتبرته متحيزا للأكثرية. وأخفق الاجتماع الرباعي الأول برعاية موسى يوم 17 يناير في التوصل إلى اتفاق على حل أزمة الرئاسة الشاغرة منذ 24 نوفمبر الماضي. كما اصطدمت مساعي أمين الجامعة العربية في زيارته السابقة للبلاد بالخلاف بين الأكثرية والمعارضة بشأن حصص كل منهما في الحكومة المزمع تشكيلها بعد الانتخابات الرئاسية. وتدعو المبادرة العربية إلى انتخاب قائد الجيش رئيساً للدولة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون جديد للانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل. كما تنص المبادرة التي أعلن عنها في الخامس من الشهر الماضي على ألا يتيح التشكيل الحكومي ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف, وعلى أن تكون لرئيس الجمهورية "كفة الترجيح". وتتمسك المعارضة بالحصول على ما تسميه "الثلث الضامن" في أي حكومة أي ثلث عدد الوزراء زائد واحد، في حين ترفض الأكثرية إعطاءها هذا "الثلث المعطل" الذي يسمح لمن يمتلكه بتعطيل القرارات الحكومية التي لا يرضى عنها.