نجح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تنظيم اجتماع بين المعارضة والاكثرية في لبنان في اطار محاولته تنفيذ المبادرة العربية الهادفة الى انتخاب رئيس للجمهورية متحدثا في ختامه عن "مؤشرات تفاؤل". واستغرق الاجتماع اكثر من ثلاث ساعات اعلن بعدها موسى ان هناك "مؤشرات تفاؤل" الا ان هناك امورا لا تزال تتطلب التشاور مشيرا الى عقد اجتماع آخر مماثل بعد عودته من دمشق. وعقد الاجتماع في مكتب رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر البرلمان في وسط بيروت وضم الى الامين العام للجامعة العربية النائب ميشال عون عن المعارضة والرئيس السابق امين الجميل والنائب سعد الحريري عن الاكثرية. وقال موسى ان اللقاء الرباعي تناول "المواضيع المتعلقة بكيفية التعامل مع الازمة على اساس تنفيذ المبادرة العربية". واضاف "هناك اتفاق على عدد من الموضوعات يجعلني اتفاءل" لكن "هناك بعض الامور التي تتطلب تشاورا بين الاطراف". وتابع "اتفقنا على ان نعود الى الاجتماع بعد عودتي من دمشق ان شاء الله" مشيرا الى ان الاجتماع المقبل سيشارك فيه الاشخاص الذين كانوا موجودين في اجتماع اليوم. ورفض الامين العام للجامعة العربية الدخول في تفاصيل النقاط التي تشهد خلافا. وردا على سؤال اكد ان "هناك تفسيرا واضحا للمبادرة العربية التي تتحدث في فقرتها الثانية عن عدم الاستئثار وعدم التعطيل. فلا الاكثرية تاخذ النصف زائدا واحدا (في الحكومة المقبلة) ولا المعارضة تاخذ الثلث زائدا واحدا". وتنص المبادرة العربية على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس الكفة المرجحة والاتفاق على قانون للانتخابات النيابية. وحصل جدل في لبنان بين المعارضة والاكثرية حول تفسير الفقرة المتعلقة بالحكومة. اذ تطالب المعارضة بالمثالثة في التركيبة الحكومية الثلاثينية بمعنى عشرة وزراء للاكثرية وعشرة للمعارضة وعشرة للرئيس او ب"الثلث الضامن" الذي يسمح لمن يملكه بتعطيل القرارات التي لا يرضى عنها. بينما ترفض الاكثرية اعطاء المعارضة "الثلث المعطل" في الحكومة كما ترفض المثالثة. وسبق لعون والحريري ان عقدا اجتماعين في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر ثم عقدا اجتماعا في وقت لاحق في لبنان من دون ان يتوصلا الى تفاهم يؤدي الى انهاء الازمة السياسية الحادة في لبنان. وكان موسى بدأ الاربعاء زيارته الثانية الى بيروت بعد الاعلان عن المبادرة العربية في الخامس من يناير. وشملت لقاءات موسى الخميس قبل اجتماع بعد الظهر عون والحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الدفاع الياس المر في حضور والده النائب ميشال المر. وكان التقى الاربعاء بري والسنيورة وميشال المر والحريري في حضور شخصيات اخرى من قوى 14 آذار. وتحدث في تصريحات مقتضبة الخميس عن "آفاق تفتح" مضيفا "الامور تتجه نحو القمح وليس الشعير ونحن نبذل كل ما في وسعنا للوصول الى حل". وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس ان ابرز ما يسعى اليه موسى هو "اعادة الثقة بين الاطراف اللبنانيين ليتمكنوا من التحاور كونه لا يستطيع البقاء في لبنان الى ما لا نهاية". وخلا موقع الرئاسة في لبنان منذ اكثر من سبعة اسابيع. وحدد موعد لجلسة نيابية جديدة لانتخاب الرئيس الاثنين في 21 يناير. وقد تم ارجاء هذه الجلسة اثنتي عشرة مرة منذ سبتمبر 2007. ويغادر موسى بيروت الجمعة الى دمشق للمشاركة في احتفالات دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. واعلن انه سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد وعددا من المسؤولين على ان يعود الى بيروت لاستكمال مساعيه.