تقرر للمرة ال15 إرجاء جلسة المجلس النيابي اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء، كما انتهى اجتماع جديد لممثلي الأغلبية والمعارضة دون التوصل لاتفاق يخرج البلاد من حالة الفراغ الرئاسي. وأصدر المجلس النيابي اللبناني بيانا أعلن فيه أن رئيس المجلس نبيه بري قرر تأجيل جلسة الثلاثاء إلى 11 مارس المقبل. وبرر البيان ذلك الإرجاء -الذي هو الخامس عشر من نوعه- بضرورة إعطاء مزيد من الوقت لتثمر الجهود العربية لحل الأزمة اللبنانية. وقال برى في تصريح صحفي إن الإرجاء يأتي لإعطاء مزيد من الوقت للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي حل ببيروت الأحد لاستئناف المساعي من أجل إيجاد مخرج للأزمة اللبنانية. اجتماع رباعي ويأتي الإعلان عن تأجيل جلسة مجلس النواب بعد انتهاء اجتماع جديد رعاه موسى أمس الاثنين في بيروت بين الأغلبية والمعارضة دون التواصل لاتفاق ينهي التوتر السياسي القائم في البلاد منذ قرابة عام ونصف. وعقب اللقاء بين ممثلين عن المعارضة والأغلبية، وهو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة والرابع برعاية عربية، قال موسى إن الطرفين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق حول تركيبة الحكومة المقبلة. وعلى مدى نحو ساعتين ونصف اجتمع ظهر أمس عمرو موسى بزعيم كتلة التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ممثلا للمعارضة ورئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل عن الأكثرية. وأشار موسى خلال مؤتمر صحفي إلى أن الخلاف بين الأغلبية والمعارضة لا يزال قائما بشأن توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المرتقبة، في حين حصل التوافق على عدد كبير من النقاط وعلى رأسها شخصية الرئيس المقبل للجمهورية. لقاءات أخرى وكانت المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية التي أقرها وزراء الخارجية العرب في السادس من يناير الماضي قد دعت طرفي الأزمة اللبنانية إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بالتوافق. كما تنص المبادرة كذلك على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح، إضافة إلى الاتفاق على قانون جديد للانتخاب. وقال موسى إنه سيغادر بيروت بعد أن يجري لقاءات إضافية أحدها مع نبيه بري، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق شامل يتطلب وقتا أطول.
وكان موسى قد عقد الأحد لقاء رباعيا مماثلا بين ممثلي المعارضة والأغلبية وسط تكتم شديد بعد أن التقى في اجتماع منفرد نبيه بري قبل أن يلتقي ميشال عون على انفراد أيضا. وبعد اللقاء الرباعي يوم الأحد اجتمع موسى مع الحريري والجميل، ثم التقى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بحضور زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.