اعترفت وكالة الإستخبارات الأمريكية سي آي إيه لأول مرة علنا بممارسة أسلوب "الإيهام بالغرق" المثير للجدل ضد المشتبه في أنهم إرهابيون. غير أن مدير الوكالة مايكل هايدن قال للكونجرس إن هذا الأسلوب لم يستخدم إلا ضد ثلاثة أشخاص فقط من أبرز عناصر القاعدة وهم خالد شيخ محمد وأبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري. وتابع قائلا : ولكن لم يتم استخدام هذا الأسلوب خلال السنوات الخمس الأخيرة". من جهته قال البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة يمكن أن تستخدم أسلوب "الإيهام بالغرق" في المستقبل، نافياً أن تكون تلك الممارسة ترقى إلى حد التعذيب. وقال متحدث أمريكي إن الأمر سيعتمد على الظروف وان الرئيس سيستمع إلى أراء الخبراء الأمنيين والقانونيين في الموضوع. يذكر أن أسلوب الإيهام بالاغراق طريقة تحقيق واستجواب يتم وضع المعتقل فيها تحت ظروف تجعله يخشى على نفسه من الغرق. ويصف منتقدو هذا الأسلوب بأنه تعذيب، فيما يبحث الكونجرس حظر استخدامه، غير أن الرئيس الأمريكي جورج بوش هدد باستخدام حقه في الاعتراض "الفيتو" على هذه الخطوة. تبرير وقال هايدن للكونجرس "إستخدمنا هذا الأسلوب ضد هؤلاء المعتقلين الثلاثة بسبب ظروف خاصة في ذلك الوقت". وأضاف "كان هناك اعتقاد بأن كارثة جديدة ستقع داخل أمريكا، وكانت معلوماتنا عن القاعدة محدودة، وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه". وأكد مدير السي اي ايه أمام اللجنة أن وكالته لم تستخدم "الإغراق" "منذ أكثر من خمسة أعوام". جريمة وذكرت جوان مارينر المسئولة في منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان، أن "تقنية الإغراق تعذيب والتعذيب جريمة". وأضافت أن "الذين سمحوا بهذه الجرائم يجب أن يحاسبوا أمام القضاء"، مذكرة بأن محاكم عسكرية أمريكية أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، حكمت بقسوة على جنود أعداء كانوا ملاحقين بتهمة ممارسة تقنية الإغراق على أسرى أمريكيين. وأطلقت الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر حملة اعتقالات واستجوابات تسمح فيها لأجهزة الاستخبارات باعتماد "تقنيات قاسية" في استجواب من وصفتهم بالإرهابيين ، ما زالت تفاصيلها طي الكتمان. وفي مقابلة نشرت مؤخرا، أقر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جون نيغروبونتي الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات الأمريكية من 2005 حتى 2007، أن الولاياتالمتحدة استخدمت هذه الطريقة في تحقيقاتها، إلا أنه قال أنها لم تعد تستخدمها اليوم. ضغوط ويثير استخدام هذه التقنية جدلا واسعا في الولاياتالمتحدة يغذيه الموقف الملتبس لوزير العدل الجديد مايكل موكاسي، الذي يتعرض لضغوط لإعلانها ممارسة غير مشروعة أيا كانت الظروف. وقال موكاسي في شهادته الأولى أمام الكونغرس منذ توليه منصبه في 9 نوفمبر، إن التعذيب غير مشروع في الولاياتالمتحدة، غير أن "الإغراق" ليس مشمولا في التشريع الأمريكي. وكان المح في نهاية يناير إبان جلسة استماع لمجلس الشيوخ إلى أن "الإغراق" قد يكون مشروعا في ظروف معينة، حتى لو ظن بعض الخبراء عكس ذلك.