اعترف "مايكل هايدن" رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" بأن وكالته دمرت شرائط فيديو كانت توثّق لتحقيقات أجرتها الوكالة مع اثنين من المتهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة. وادعى هايدن أن الشرائط دُمرت؛ لمنع الكشف عن هويات المحققين، لكن تقارير صحافية تقول إن ال "CIA" تخشى من احتمال ملاحقة عملائها بتهمة استخدام التعذيب في التحقيق مع هؤلاء المتهمين. "CIA" امتنعت عن تسليم القضاء أشرطة تحقيق: جاء ذلك بعد أن كُشف الشهر الماضي عن امتناع الوكالة عن تسليم القضاء الفدرالي أشرطة الفيديو الخاصة بالتحقيقات مع "زكريا الموسوي" الذي اعتُقل بتهمة التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. إلا أن رئيس الاستخبارات الأمريكية زعم أن الشرائط دُمرت في العام 2005 أي بعد أن طلبها القضاء الفدرالي، ونفت الوكالة وجودها في حينه. وقال هايدن، فيما نقله موقع هيئة الإذاعة البريطنية "بي بي سي": إن المهم في الموضوع أن الشرائط دُمرت بعد أن انتفت الحاجة إليها، وفقًا للقانون، وبرر تدميرها بالقول: إنها كانت ستُعرّض موظفي الوكالة لمخاطر أمنية كبيرة مثل أعمال انتقام من تنظيم القاعدة لو خرجت إلى العلن، على حد زعمه. لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي كانت أول من نشر الخبر، نقلت عن مسئولين أمريكيين قولهم: إن ال "CIA" خشيت احتمال تعرض عملائها للمحاسبة القضائية؛ بسبب استخدام أساليب تعذيب في التحقيقات المسجلة. برنامج التحقيقات السري المثير للجدل: وبدأت وكالة الاستخبارات الأمريكية تسجيل التحقيقات التي تجرى مع المعتقلين بتهم "الإرهاب" في العام 2002 عندما أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش نظام تحقيقات سري جديد سمح باستخدام ما يُسمى "وسائل مشددة" في التحقيق وهي ما يعتبرها منتقدو الإدارة الأمريكية أساليب تعذيب مثل إيهام المحقق معه بالغرق. وأُقر البرنامج الجديد هذا في العام 2002 مع اعتقال "أبو زبيدة" أول متهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. لكن الرئيس جورج بوش لم يؤكد وجود هذا البرنامج سوى في العام 2006. وأثار برنامج التحقيقات السري هذا اعتراض الكثيرين من أعضاء الكونجرس وأدان رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ "باتريك ليهي" الأربعاء تدمير شرائط الفيديو وعبر عن قلقه من أن هذه الأمور تجري بدون محاسبة