أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تقدمًا كبيرًا شهدته المحادثات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونقلت وكالة (رويترز) عن المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري قوله إن الاجتماع الذي جرى بين رئيس الوزراء إسماعيل هنية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقتٍ متأخر من مساء أمس الأحد 10 من سبتمبر بقطاع غزة قد شهد تقدمًا كبيرًا، وأضاف أبو زهري قائلاً: إن التقدم الذي حدث قد يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أيام لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل. فيما قال مسئول فلسطيني كبير رفض نشر اسمه إن الحكومة الحالية التي تقودها حماس قد تصنف على أنها "حكومة بالإنابة" ابتداءً من يوم الاثنين وستحتفط بهذا اللقب إلى أن يتم تشكيل حكومة وحدة جديدة، كما قالت مصادر فلسطينية أخرى إنَّ المباحثات شهدت تصفيةً لكافة القضايا التي كانت تعوق تشكيل حكومة الوحدة ما ساعد على التوصل لاتفاق شبه نهائي في هذا السياق.
بينما أشارت (رويترز) إلى أنَّ مسئولين من فتح قالوا إنَّ المشاورات سوف تستمر ليوم الإثنين لكنهم لم يعلقوا على التقدم الذي جرى في المحادثات، كما تشير الأنباء إلى أنه من غير المتوقع أن تشارك حركة الجهاد الإسلامي في تلك الحكومة التي يفترض أن تضم كافة الفصائل الفلسطينية.
وكان عباس قد أكد أن حكومة الوحدة الوطنية سيتم تشكيلها خلال أيام، بينما أكد رئيس الحكومة البريطانية توني بلير في مؤتمرٍ صحفي مع عباس أمس في رام الله أن حكومة الوحدة يجب أن تتشكل وفق مطالب اللجنة الرباعية الدولية وهي اعتراف حماس بالكيان الصهيوني والتخلي عن سلاح المقاومة، وقد رفضت حماس على لسان سامي أبو زهري تلك التصريحات، مشيرةً إلى ضرورة أن يكون تشكيل الحكومة وفق الثوابت الوطنية.
يُشار إلى أنَّ حماس كانت قد دعت لتشكيل حكومة وحدة وطنية عندما فازت في الانتخابات إلا أن عناصر من فتح رفضت تلك المقترحات وسعت لإثارة الوضع الداخلي لإسقاط الحكومة وهو ما ترافق مع حصار صهيوني غربي على الحكومة بهدف إما إجبارها على التنازلات السياسية أو إسقاطها، إلا أن كلاًّ من الحكومة الفلسطينية وحركة حماس التي تقودها لا تزالان تتمتعان بدعم الشارع الفلسطيني وفق استطلاعات الرأي.
وفيما يتعلق بالمواقف السياسية الأخرى التي انطلقت خلال زيارة بلير لرام الله، قال رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية تعليقًا على تصريحات رئيس السلطة بأنه مستعد للقاء رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت: إن المهم ليس اللقاء ولكن المهم اعتراف الصهاينة بالحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها عودة اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.
ووسط ذلك التقدم السياسي، استمر العدوان الصهيوني على الفلسطينيين؛ حيث استشهد الفتى الفلسطيني جهاد أبو سنايمة وأُصيب شقيقه بجروحٍ خطرة في تبادلٍ لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين مساء أمس في جنوب قطاع غزة قرب مطار الدهانية المجاور لمدينة رفح، ويأتي ذلك العدوان الجديد ضمن الحملة الصهيونية على القطاع والتي يدعي الصهاينة أنها تهدف لوقف إطلاق الصواريخ وإطلاق سراح الجندي جلعاد شاليت الأسير لدى المقاومة الفلسطينية إلا أنَّ المؤشرات تقول إن تلك الحملة تهدف لإسقاط الحكومة الفلسطينية، ولم تتحقق تلك الأهداف على الرغم من سقوط ما يزيد على ال250 شهيدًا في القطاع خلال تلك العملية العدوانية.