ذكر موقع «ديبكا» الصهيونى المقرب من الموساد أن هناك استعدادا روسياإيرانيا سوريا للحرب ضد أى غزو أمريكى بدعوى استخدام سوريا أسلحة كيميائية، وأنه أصبح مؤكدا أن المنطقة مقبلة على توترات عسكرية ضخمة متعلقة بالشأن السورى. ونقل عن مصادر صهيونية أن إدارة الرئيس أوباما فشلت فى التوصل لاتفاق أو تفاهم مع طهران بشأن تمريرها ضربة عسكرية دولية ضد سوريا ردا على اتهام النظام السورى باستخدام الأسلحة الكيميائية. وأرجع الموقع إلى «جهات مخابراتية» القول إن رسائل أوباما إلى طهران وصلت عبر قناتين؛ عبر وسيط وصل فجاءة يوم الاثنين مساعد أمين عام الأممالمتحدة الأمريكى «جيفرى فيلتمان» واستقبله وزير الخارجية «جواد ظريف»، وعبرالسلطان قابوسالذى وصل إلى طهران وسمع من المرشد الأعلى «على الخامنئى» ردا على الرسالة الأمريكية يحمل تهديدا باردا «بحسب الموقع»مفاده أن المنطقة ستحترق فى حال حدوث هجوم على سوريا. وقال «ديبكا»إن الرد الإيرانى كان إشارة وصلت القوات الأمريكية الموجودة بالبحر المتوسط والخليج عن أوامر إيرانية بالاستعداد المكثف ووصول تقارير عسكرية تفيد بأن إيرانوروسيا وسوريا بدءوا بنشر قواتهم استعدادا للهجوم الأمريكى المحتمل، وأن أوامر صدرت لوحدات من الجيش السورى لترك قواعدهم والانتشار الواسع عبر الأماكن المفتوحة طول البلاد. سيناريوهات الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا وأهدافها مسئول بالبنتاجون: أربع مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية بالمتوسط مستعدة لتنفيذ الأوامر خلال ساعات تزايد مؤخرا الحديث عن تجاوز النظام السورى الخطوط الحمراء التى رسمها الرئيس الأمريكى باراك أوباما واحتمال الرد الأمريكى والدولى بضربات عسكرية لم تحدد طبيعتها بعد، وذلك فى أعقاب هجوم بالأسلحة الكيميائية والغازات السامة ضد المدنيين فى الغوطتين الشرقيةوالغربية فى ريف دمشق فجر الأربعاء الماضى، والذى راح ضحيته نحو 1400 مواطن سورى، وأصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. فيما بدأ فى العاصمة الأردنية عمان، مساء الأحد، اجتماع مغلق لقادة جيوش 10 دول عربية وأوروبية وأمريكية؛ لبحث سيناريو توجيه ضربة عسكرية لأهداف استراتيجية للنظام السورى، بحسب مصدر عسكرى أردنى. ويضم الاجتماع، وفقا للمصدر الذى طلب عدم نشر اسمه، قادة جيوش كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر، إضافة إلى الأردن. خوف أردنى من رد إيرانى وقال المصدر العسكرى، إن «الاجتماع يناقش سيناريوهات ضرب مواقع للنظام السورى، ودراسة رد الفعل المتوقع من إيران (حليفة نظام بشار الأسد فى سوريا) على تلك الضربة». وأضاف أن الأردن «أعرب عن بالغ قلقه من احتمال استهدافه من قبل سوريا وإيران حال تأكدهما من استخدام أراضى المملكة من قبل القوات الغربية». ومضى قائلا إن «ما يخشاه المسئولون فى الأردن هو ردة فعل إيران على ضرب النظام السورى، من المحتمل أن توجه طهران صواريخها تجاه إسرائيل، وليس مستبعدا أن توجه صواريخا نحو الأردن أيضا حال استخدمت أراضى المملكة لضرب سوريا». ورجح المصدر أن «يبحث الاجتماع أيضا سيناريوهات القضاء على المقاتلين الإسلاميين المتشددين التابعين لتنظيم القاعدة فى سوريا، حال نجحت الضربة العسكرية للنظام السورى». وقال مسئول رفيع فى البنتاجون إن أربع مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية فى البحر المتوسط على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية أوامر توجه إليها خلال ساعات، وذلك بحسب ما نقلت عنه شبكة «سى إن إن» الأمريكية التى سربت سيناريو الضربة الأمريكية المرتقبة ضد سوريا والتى قالت إنها ستكون مشابهة للهجوم الأمريكى على العراق الذى استهدف نظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين. الأهداف المتوقعة وتوقع خبراء بأن تستهدف الغارات بنكا من الأهداف العسكرية والاستراتيجية لقوات سوريا على رأسها المطارات والمعسكرات التى تشكل ثقل النظام العسكرى. وكشف «أحمد رمضان» عضو الهيئة السياسية فى الائتلاف الوطنى المعارض على صفحته الرسمية على «فيسبوك» أن المجموعة الدولية المعنية بملف سورية والتى تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر طلبت من المعارضة ممثلة بالائتلاف وهيئة الأركان ورئيس الحكومة المؤقتة المرشح طرح خطتهم بشأن إدارة البلاد بعد سقوط النظام، وأضاف أن المؤشرات تتحدث عن أربعة أسابيع حاسمة فى القضية السورية. ونقل «رمضان» عن مصدر دبلوماسى غربى رفيع، كما وصفه، أن روسيا أبلغت بشار الأسد أنه لن يكون بوسعها فعل شىء فى حال قرر تحالف دولى بقيادة الولاياتالمتحدة شن هجوم عسكرى بعد التأكد من استخدامه السلاح الكيميائى، وأن دورها يتوقف عند عرقلة إصدار قرار عن مجلس الأمن يشرع العملية العسكرية. ولخص«رمضان» مجمل الاتصالات والاجتماعات برسم صورة من عدة نقاط: 1- قرار الضربة العسكرية بانتظار موافقة الرئيس أوباما، الذى ينتظر بدوره اتصالات تجرى مع دول حليفة وتقديرات استخبارية إضافية. 2- الحديث يتم عن مستويين؛ الأول ضربة جراحية موجعة تطال مراكز عسكرية تشكل عصب النظام ولها صلة بالحرس الجمهورى والفرقة الرابعة، والثانى ضربة جذرية استئصالية تطال مقرات قيادية ومراكز القيادة والسيطرة، ومحطات إطلاق الصواريخ ومطارات عسكرية ومنشآت أمنية، مع احتمال استهداف أركان النظام. 3- القرار له صلة بمستوى التحالف المساند للعمل العسكرى، ورد الفعل المتوقع من قبل إيران وحزب الله، ومدى تورطهما فى عمل مناوئ، وهو أمر يتقرر وفقا لمستوى الضربة وأبعادها. 4- روسيا لن تستطيع تأمين غطاء للنظام فى حال ثبوت استخدامه للسلاح الكيميائى بسبب تعهدها سابقا بأنه لن يلجأ لاستخدامه، وهو ما استدعى فى حينه تصريح أوباما بأنه «خط أحمر»، ووفق التفاهم الأمريكى الروسى فإن لجوء النظام للسلاح الكيميائى يستدعى عملا عسكريا بغض النظر عن آلية الموافقة الدولية. 5- الضربات فى حال إقرارها، ستتم من بوارج حربية فى المتوسط وقواعد عسكرية فى دول مجاورة، وجاهزية تلك القوات شبه مكتملة، وستشارك فيها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى. 6- سيتم التنسيق مع قيادة الجيش الحر للحيلولة دون حدوث أخطاء فى عمليات القصف نتيجة تحرك الكتائب والألوية الميدانية فى أثناء ذلك. ويقول العميد العسكرى «نزار عبد القادر»إن الهدف السياسى هو إما تحقيق مؤتمر «جنيف 2» أو إسقاط النظام، ويطرح هنا السؤال: ففى حال أسقط النظام فى هذه الضربة فما البديل؟ مشيرا إلى أن الهدف سياسى وأن العملية العسكرية أساسها عملية سياسية إنما بطرق ومعدات أخرى.