دخلت وتيرة اللقاءات المعلنة بين كبار الرسميين الفلسطينيين الذين يتخذون من رام الله مركزاً لهم، والأوساط القيادية الصهيونية؛ نشاطاً مكثفاً رغم تواصل العدوان الصهيوني على المواطنين الفلسطينيين واشتداد الحصار الخانق على قطاع غزة. فقد عقد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله بعد ظهر الخميس (24/1) لقاء هو الأول من نوعه مع وفد برلماني عن حزب "كاديما" الصهيوني الذي يقود حكومة الاحتلال والذي يقوده رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت. وقد ضمّ الوفد خمسة أعضاء بالبرلمان الصهيوني، وقد قام الوفد بتوجيه الدعوة إلى عباس لحضور جلسة تعقدها لجنة الخارجية والأمن ببرلمانهم. وقد أطلق عباس خلال اجتماعه مع الوفد الصهيوني تصريحات شديدة اللهجة معادية للمقاومة الفلسطينية، استنكر فيها صواريخ المقاومة التي يتم إطلاقها من قطاع غزة ضد أهداف تابعة للاحتلال، وأعرب عن تأكيده أنّ الكيان الصهيوني وفريق السلطة الفلسطينية الذي يقوده يقفان "معاً في وجه قوى معادية"، في إشارة إلى المقاومة ضد الاحتلال وحركة "حماس". وفي هذا السياق أعلنت الإذاعة العبرية أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت يوم الأحد (27/1)، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. كما أوردت الإذاعة أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز يوم الجمعة (24/1) السياسي الفلسطيني المثير للجدل سلام فياض، الذي نصّبه عباس رئيس "حكومة" بمعزل عن المجلس التشريعي. وجاء أنّ اللقاء بين بيريز وفياض يأتي على هامش أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي المنعقد في سويسرا، وأنّ موضوع اللقاء هو سبل دفع المفاوضات بين الجانبين إلى الأمام والمضي في المشروع المسمى "وادي السلام" الذي يهدف للتطبيع الاقتصادي بين الاحتلال والجانبين الفلسطيني والأردني. وتلقى اللقاءات بين فريق السلطة الفلسطينية برام الله مع الجانب الصهيوني إدانات وانتقادات واسعة في الساحة الفلسطينية، كما أطلقت أطراف فلسطينية عديدة مطالبات بوقف تلك المفاوضات واللقاءات الموصوفة ب"العبثية". وبينما تتواصل تلك اللقاءات بلا هوادة؛ فما زال محمود عباس يتمسك بموقفه المتشدد من أي حوار في الساحة الفلسطينية، كما أعرب عن معارضته لمبادرات عدة سعت لرأب الصدع بين حركتي "حماس" و"فتح".