في أول رد فعل على اجتياز آلاف الفلسطينيين فجر اليوم معبر رفح نحو الأراضي المصرية بعد تدمير جزء من الجدار الحدودي، قرر الكيان الصهيوني وقف شحنات الوقود إلى قطاع غزة. وقد رافق ذلك إعراب تل أبيب عن قلقها مما أسمته تدهور الأوضاع على الحدود بين القطاع ومصر، محملة القاهرة مسؤولية تسوية هذه المشكلة. ونقلت أسوشيتد برس عن المتحدث باسم الخارجية الصهيونية آري ميكل قوله إن تل أبيب ليس لديها قوات عسكرية في تلك الحدود. وفي القاهرة قال الرئيس المصري حسني مبارك انه أعطى أوامره لقوات الأمن المصرية بالسماح بدخول الفلسطينيين من قطاع غزة. وتابع "قلت لهم اتركوهم يدخلون ليأكلوا ويشتروا الأغذية ثم يعودون طالما أنهم لا يحملون أسلحة." وشدد الكيان الصهيوني إغلاقه لحدود غزة الأسبوع الماضي وقطع شحنات الوقود إلى محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع ومحطات البنزين وأوقف شحنات المساعدات بما في ذلك الأغذية والإمدادات الإنسانية الأخرى. وكان الكيان قد سمح في وقت سابق لشحنة من الوقود لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات الفلسطينيين بالوصول إلى غزة لتشغيل محطة الكهرباء الرئيسية التي توقفت بعدما أدى الحصار الصهيوني المفروض على القطاع إلى نفاذ كميات الوقود المطلوبة لتشغيلها،لكنه عاد اليوم وقرر وقف هذه الشحنات كرد فعل على اجتياز الفلسطينيين معبر رفح الحدودي. تدفق العابرين وفي المقابل تكررت محاولات مئات الفلسطينيين اجتياز المعبر، وفي حين ذكرت الجزيرة أن قوات الأمن المصرية لم تتدخل وأن العابرين يبتاعون احتياجاتهم من الطعام والوقود في متاجر المدينة المصرية، قالت مصادر خاصة لموقع جريدة الشعب أن الأمن المصري قام بمنع تجار الجملة من الوصول إلى العريش، كما أصدروا أوامرهم لتجار التجزئة ببيع البضائع للمشترين الفلسطينيينمن أهالي غزة بثلاثة أضعاف سعرها الأصلي وذلك في محاولة منهم للضغط على سكان القطاع بالعودة لأراضيهم. وأعرب مئات من الفلسطينين العالقين على الجانب المصري عن استيائهم من تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وطالبوا بضرورة فتح المعبر بشكل دائم أمام الفلسطينيين. واقتحم آلاف الفلسطينيون المعبر بعد تفجير مسلحين خمس قنابل على الأقل على الحدود بين قطاع غزة ومصر ليلة الأربعاء، ما أحدث فجوات كبيرة فيه، وذلك بعد ساعات من تظاهرة احتجاجية على الحصار المفروض على القطاع دعت لها حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأفادت مصادر صحفية أن نحو ثلثي السياج الحديدي الفاصل بين رفح المصرية والفلسطينية قد تم تدميره. يذكر أن قطاع غزة يتعرض لحصار خانق منذ أكثر من شهر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بدعوى إطلاق صواريخ من القطاع.